الطغاة كالأرقام القياسية، لابد من أن تتحطم في يوم من الأيام . فمن المستحيل بقائهم للأبد ؛ ولسوفَ يغادرونَ هذهِ الحياة في أبشعِ صورة مهما تأخر موعدِ رحيلهم إلا أن الأرض تلعنُ بقائهم فيها .! 11/11.الظلامُ الذي يرفضُ مغادرة الواقع ؛ الوجع الذي لن تنساة الذاكرة ؛ الذكرى الدموية التي تُمزق قلوبنا وجعً وألمً . البأروتِ لا تزالُ رائحتِه تجوبِ سماء المدينةِ كلها ؛ والنيرانِ لم تُخمد ؛ وفوهاتِ البنادقِ لم تمل والقاتلُ لم يشبع بعد ؛ والمقابر لم تعد تتسع للأمواتِ لِ كثرتهم .
يوم الجمعة ؛ اليوم الذي اعتلت فيه رائحه البارود ؛ وأصواتِ الرصاص ؛وزئِيرُ المدافع ؛ على أصواتِ الموحِدينَ العابدينَ القانتينَ في بيوتِ لله . "2011/11/11م" اليوم الذي لُجمَ بهِ خطباء الذِكر والتوحيد في مساجد لله بتعز ونطقت فيه أسلحة "النظام المستبد" .!
لم يكتفي "صالح" من قتلنا منذ ذلك اليوم حتى الأن ؛ ولم يفتهم له أن المدينة لا يكمن لها أن تخضع لهُ أو لأمثالهِ مهما كانِ لهُ من القوةِ والبأس الشديد ملكا ؛ فإن بأسنا أشد وقوتنا أشد ؛ ف بقوةِ سلاحهِ ورجالهِ يقاتلنا ؛ وبقوةِ إيماننا وصبرنا نواجهة ؛ ف كلما قتل منا كلما زندنا وإصرار وتمكين وثباتٌ في قتالهِ ولسوفَ يأتي اليوم الذي نُطعم من لحمةِ الكلاب ؛ كما نطعمها الأن من لحومِ أجندتهِ ومقاتليةِ المعتدين .!
11/11. ذكرى سقوطِ ثلاثتُنَ شهيدات في محرابِ الوطن، ومصلى الحرية والكرامةِ والشموخ بساحهِ الثورةِ تعز ؛ "ياسمين" و "زينب" و "تفاحة" التفاحة التي اكتشف العالم بِسقوطها جاذبية الثورة اليمنية، وأهميتها وعظمتها .
تقول صديقتهما "زينب المخلافي" إحدى الناجياتِ من الموت ذلكَ اليومِ ؛ أن تفاحة قالت لها : "إن شاء الله أنني اليوم بعد عزيزة الله يرحمها، ويكتبنا من الشهداء ويتقبلنا معهم". وزينب قالت لها :"إن شاء الله نحنا اليوم من الشهداء". وياسمين قالت لها :"إذا دفنتموني فشيعوني وادفنوني الجمعة أو الخميس أو الاثنين لكي تكون المسيرة مكتملة والكل يمشوا في جنازتي".
إنهُ الربيع العربي ؛ وإنهنُ فأرساتَ ذلك الربيع العظيم في اليمن ؛ الربيعَ الذي أوقد الثائرونَ فيهِ النيرانِ تحت عروشِ الطغاةِ الظالمين وحكمِ الكهنةِ المستبدين ؛ ففيهِ كُسرَ حاجزِ الصمتِ والخوف لدى الشعوب ؛ وخرجَ فيه الغني والفقير الطالبُ والفلاح في صفوفاً متساوية مطالبونَ ب حقوقهم وحريتهم وكرامتهم .!
من الفخرِ والشجاعة أن نموتَ وأقفونَ شامخون في وجوهِ الطغاةِ على أن نعيشَ ك العبيد تحتَ رحمتهم في ذلً وخوف ؛ فهيهاتُ أن تدنوا جباهنا لغيرِ لله ؛ وهيهاتُ أن نخشى ونخاف من غير لله .
الرحمة على الشهداء ؛ الشفاء للجرحى ؛ النصر والثبات للمرابطين في الثغور ؛الذل والخزي والعار لمن باعَ نفسهِ وشرفهِ مقابل أن يرضي الخمينيات ؛ الموت وأشرُ الموت على التحالف الكهنوتي الرجعي ومن يقف معهم وخلفهم .!