كلما تمر ذكرى استشهادك أحدث نفسي بتجاوز هذه المرحلة إلى المستقبل زاعماً أنني أمتلك القدرة على تجاوزها. أجدبت الأرض فصارت تعجز عن العطاء، وتلبدت سماء السياسة والفكر حزناً وامتنعت عن القطر. فما عادت تمتلك المواهب والقدرات والمهارات في استقطاب الناس لحبها كما كنت تفعل أيها الشهيد الوطن الحيّ. خارت القوى، وأُنهك السلام ، وتوجَهت نحو الحب والبقاء رصاصات الغدر والخيانة التي قتلتك. وها هي اليوم تقتُلنا جميعاً بعد أن اغتالت الوطن ، وأحرقت الأرض ، واسودت السماء بسببها "رصاصات الحقد" . *كلما اعتقدت أنني قد وجدت ضآلتي فيمن يملأ الفراغ الذي تركته "حبيبي جارالله" . فأبدأ بسذاجتي المعهودة أتماهى وأنخرط عن حب مع المقابل الذي أظن في كل مرة أنه يستطيع ملئ هذ الفراغ ، ويمنح الوطن إخلاصه ،محبته، تفانيه، وتضحيته من اجل السلام لنا جميعاً كما كنت تفعل. وإذا بي اكتشف فشلي فكل من أقابلهم وأحسن ظني بهم تكشف المرآة عن خباياهم ومراميهم وحقيقتهم القذرة الانتهازية؛ كلهم لا يفكروا إلا في تأمين أحوالهم ومن يتصل بهم، ومن اجل ذلك فلتذهب كل المبادئ والوطن إلى الجحيم ، المهم عندهم هو أن يظلوا مُنّعمين، مُترفين وباذخين بعد أن اعتقدوا أنهم قد امتلكوا قلوب الناس، ولكن الناس مثلي يكتشفونهم فيمنحونهم بصقةً في وجيههم من وراء ابتسامة خادعة. فهم أي الناس أو الجماهير تلعنهم ، تمقت انتهازيتهم، وتقول عنهم: لا يمكن أن يكونوا بديلاً عن جارالله الذي آثر الوطن والشعب والإنسانية على نفسه وما يتصل به. *ستظل ذكرى استشهادك محطة بوحٍ إليك بما في صدورنا وما نعانيه من آلام ممن نعيش معهم . واعذرنا إن كنا نُثقل عليك فما عاد لنا أذنٌ تسمع لنا غيرك ، ولم يعُد لنا صدرٌ حانٍ إلا صدرك نرتمي في حضنك ونَبُث حُزننا إليك ونَصُب دموعنا بين جنبيك فتمسح على رؤوسنا وتكفكف دمعنا وتُعيد إلينا روح الحياة من جديد لننهض من اجل الوطن. أعدك إن مازال في العمر بقية ألا نعمل إلا من أجل الوطن. في صدري أمور كثيرة أريد أن أحكيها لك عن الذين باعوا المبادئ وفرخوا الحزب بعد أن عجز علي عبدالله صالح "الذي صار مخلوعاً " عن فعل ذلك ،والذين سلموا الحزب بطريقة أو بأخرى إلى السيد. سيأتي اليوم الذي ننتصر فيه للحب والسلام في هذا الوطن، وهو ماكنت تحرص أنت عليه. مساؤك طيب المخلص: د.احمد محمد قاسم عتيق