هو عبهله بن كعب العنسي.. في نظر التراث الاسلامي مرتد لقب بالاسود العنسي وبذو الخمار ادعى النبوه ومنع الزكاه واستمرت دولته ثلاثة أواربعه اشهر عاث في الارض فسادا فمنع الزكاه وتزوج امرأة (باذان) عامل الرسول صل الله عليه وسلم علي اليمن بالاكراه وطرد ولاة رسول الله من صنعاء وبقيةالمدن حتي قتله المسلمون من اهل اليمن وقطع راسه والقي به الي اتباعه وجائت البشرى بهزيمته وموته في ليله وفاه الرسول حيث خرج الرسول علي الصحابه واخبرهم بذالك بنفسه . (أيهاالمتوردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، وأمسكوا ماجمعتم فنحن أولى به وأنتم على ما أنتم عليه (بهذه الكلمات التي توحي بالاعتزاز والتعصب للوطن التي نسبت لعبهله العنسي بدأت روايه اخري مغايره عن هذا الرجل سردها الاستاذ الدكتور / حمود العودي في كتاب له نشر في ثمانينات القرن العشرين , حيث تحدث عن عبهله العنسي بكل احترام واعتبره قيلا عظيما من اقيال اليمن وثائرا حرا اصيلا ..من اجل اليمنيين وارض اليمنيين وقدتعرض للتشويه والتجاهل المتعمد من قبل المؤرخين الاسلاميين ,طبعا كانت ردة فعل بعض العلماء الدينيين تجاه كتاب الدكتورحمود العودي في ذلك الوقت حاده وقويه ووصل بهم التعصب الي حد تكفيرالدكتور حمود العودي ان لم يتب الى الله ويعود عما قاله وتاكيدا لتهديداتهم وحرصهم علي الدين من وجهه نظرهم تم رفع قضية احتساب في المحكمه اتهم فيها الرجل بالرده والخروج عن الدين الاسلامي وطالبوابالتفريق بينه وبين زوجته . وقد مورست علي هذا المفكر ضغوطا هائله لكي يعتذر عن ما كتبه ..ويتوب ويثوب الي رشده .. الا ان الدكتور حمود استطاع الرحيل من صنعاء والذهاب الي عدن كانت هذه القضيه بمثابة اعلان ترويجي للكتاب ولروايته عن عبهله العنسي وتعاطف الجميع مع الكاتب وكتابه وروايته هذه عن عبهله العنسي ..ليس من اجل الفكره بقدر ما هي مع الكاتب وحريه التعبير واستنكارا لكل هذا الغلو والتطرف...كانت هذه المسببات علي الرغم من ضعف الصياغه لهذه الروايه وخلوها من الحبكه المقنعه التي لم تستند سوي الي كلمات قيل انها لعبهله العنسي سببا في رواج وانتشار الكتاب فيما بعد قيام الوحده واقرار التعدديه السياسيه الشكليه وحريه التعبيرالشكليه ايضا يتكرر المشهد هذه الايام وكرد فعل لما يجري في الوطن من قتال واراقه لدماء اليمانيين الابرياء تحت مسميات ليس لها علاقه بما يجري علي ارض الواقع فليس لهذه الحرب صله بالدين ولا قرابه لال البيت معها ولتصبح ماساه كبري اخري تضاف الي ماسينا ,,وبحسن نيه اليوم نجد البعض يحتفي بهذا القيل اليماني المخلص والثائر الاول علي قريش كما يرونه .. والذي لا ادري ما هي المصادر التاريخيه التي استدلو بها علي ذالك .وكيف تاكد لهم انه لم يدعي النبوه ولا يوجد حول ذالك دليلا او اثرا يخبرنا سوي تلك الرويات التي اوردتها كتب السيره النبويه ؟؟. حتي موضوع قريش والثوره عليهم .. ؟؟ لا يستقيم مع ما جري من احداث في اليمن,, فهذه الارض معروفه بانها صعبه المنال عصيه علي الاحتلال والتاريخ خير شاهد علي ذالك .. عموما لست مختصا في علم الاجتماع ولا باحث تاريخي لكي امحص هذا الموضوع ..ولست معنيا به من هذه الزوايه علي الاطلاق . لكني اتسائل كيمني عن عبهله العنسي وهذه الروايه الجديده عنه وقوميته المزعومه هل ستغير شيئا فيما نحن عليه . ?? كنا وسنظل اسيادا علي هذه الارض الطاهره كما اننا سنبقي فيها بسطاءا وفقراء لن تبدل في تاريخنا شيئا ولن تقدم له شيئا .كما لم يقدم عبهله العنسي لليمن ارضا وانسانا أي تاريخ يذكر,ولا ادري لماذا وبسذاجه نختلف حول هذا الموضوع وما هي المصلحه الوطنيه اليوم لترويج هذه الروايه ورد الاعتبار لهذا الرجل. تري هل هذا الترويج سيخدم قضيه الوطن بشيئ ,هذا الاستنفار للذاكره لتمجيد هذا العبهله هل سيساهم في رفع معنويات المجتمع اليمني علي سبيل المثال هل سيساهم في اذكاء روح الكرامه والسياده,هل سيقدم شيئا علي الصعيد العلمي اوالاقتصادي اوالنهضوي او الفكري ؟اوالانساني او الثقافي ؟؟الم نسئم بعد من كل هذه السجالات العرقيه والشعوبيه .الا نعاني من كراهيه هذه الاحتقانات الدينيه والمذهبيه والسلاليه ؟؟هل نحن ملزمين بان نظل نجتر هذه النعرات التي تنفر ولا توحد ؟؟..وكانه ليس لنا مااض وكاننا لم نلهم التاريخ باقيالنا وبحضاراتنا,وبموروثنا الذي نطاول به النجوم في السماء.
وانا ارى هذه السجالات عن عبهله العنسي تولدت لدي قناعه تامه بان الخوض في هذه الامورهومجرد ترف فكري بعيدعن الواقع يضر ويعقد مشاكلنا,التي ليست بحاجه لتعقيد اكثر من ذالك,نريد ان نغوص في العمق ونتحدث بما يخدم هذا المجتمع ,عن العلم عن الابداع في حياه الانسان اليمني,عن عظمه هذا الانسان صاحب التراث الحضاري العريق, لنبحث في مكنونات ذواتنا وكيفيه النهوض والعوده الي ركب الحضاره.. وبالنسبه لقضيةعبهله فهو لا يحتاج الي كل هذا الاستنهاض فهو لم يكن ذاك الرقم الصعب في تاريخنا وليس رمزا نستدل به علي شيئ .. سنبقي عاشقين لهذه الارض احرارا بكل تاريخنا المجيد وحضارتنا التي رفد ت تاريخ الانسانيه بما حوته من تراث انساني عظيم لن ننتظر مشهدا سرياليا معقدا يعتمد علي فلسفه جديده عن ثائر قومي ليس له تاريخ سنتحدث عن ارض سبا وريدان ومعين سنبقي نحكي روايتنا الخالده عن حضاره اليمن التي امتدت الاف السنين عن قحطان جد العرب الاول عن مملكة الحميريين عن حميربن سبا عن الملك تبع أسعد أبوكرب الحميري الملقب باسعد الكامل عن سيف بن ذي يزن الحميري عن عمرو بن معد يكرب الزبيدي عن اول سد في تاريخ البشريه سد مارب عن ظفار واوسان وعن بلقيس واروي بنت احمد الصليحي وعن الكثيرمن أقيال اليمن وما سطروه من حضارات لم يشهد لها التاريخ مثيلا.. هذا هو تاريخناالذي نستلهم به الهمم ونشحذ به الطاقات.. علينا ان نتحرك نحو المستقبل علي طريق العلم وامامنا اوليات كثيره جدا ليس تاريخ عبهله جزا منها.
