هند الارياني من المعروف أن فئة النشطاء الحقوقيين هي الفئة التي تساهم في رفع الوعي وتدافع عن الحقوق التي تحافظ على مبدأ الإنسانية والعدالة، ولكن في مجتمعاتنا العربية التي لا زال يحكمها الكثير من الأفكار المتناقضة جعلت الناشط يسقط في فخ الدائرة المغلقة ويكرر ما يقوله المجتمع خوفاً من التعرض للهجوم. سأعطيكم مثالاً، تحدثت أنا في السابق عن الإجرام الذي حدث في الملهى الليلي في إسطنبول وكيف خذلني موقف من كنت أظنهم من المثقفين، حيث وجدتهم يحاولون الدفاع عن الضحايا بقولهم إن مكان الحادثة مطعم وليس ملهى ليلي وكأنهم يقولون أن لا مانع من قتل الأشخاص الذين يرتادون الملاهي الليلية. وقتها ورغم أنني من بلد محافظ بالإضافة لكوني امرأة قررت أن أتحدث وأقول أن الحادثة في ملهى ليلي وأنني ضد ما حدث لهم وعندما سألني أحدهم "هل ترضين بأن تحشري معهم" قلت نعم. قلت "نعم" وأنا أعلم ما يحمل ذلك من معاني في مجتمعاتنا ولكنني أرى أن هذه هي الإجابة الصحيحة.. وأرى أن من يستخدم جمل مثل" هم أخطأوا ولكن الله هو من سيحاسبهم" يعزز أيضا الفكر المتناقض .. سأعطيكم مثالاً آخر.. دائما في كل قضية تكون فيها امرأة وتتعرض للإذلال من قبل المجتمع بسبب فعل شخصي يخصها هي وحدها يأتي النشطاء ليدافعون عنها فيزيدون الطين بلة، وذلك بسبب طريقة دفاعهم التي دائما ما تكون" هي أخطأت وسيحاسبها الله". هذه الجملة وحدها كفيلة بأن تجعل أي متطرف يقول بأن عليه أن يغير المنكر بيده ويذهب ليقتل هذه الفتاة! بينما نفس الفعل الذي فعلته هي لو كان من قام به رجل لتجاهل المجتمع هذا الفعل واعتبره خطأ بسيطاً وليس عارا يستحق القتل. تناقشت مع أحد النشطاء العرب الذي نشر فيديو لاقى انتشارا واسعا يقول فيه الجملة الشهيرة "هي أخطأت ولكن حسابها عند الله"، سألته في رسالة خاصة هل أنت مؤمن بأنها أخطأت؟ قال لا. قلت له إذاً لماذا تقول ما لا تؤمن به وأنت ناشط من المفترض أن لا تنجرف مع أفكار المجتمع وإنما تساهم في توعيته. سكت ولم يجبني. هذا التناقض ليس غريبا على مجتمعاتنا، ولكن أن يقع الحقوقي أو الناشط في دائرة التناقض فهذا معناه أن لا شيء سيتغير في المجتمع وإنما سنظل ندور في نفس الدائرة.