تعز تشعر بالإنعزال التام .. تعز قالت لن تركع للانقلابيين.. تعز رفضت الروافض ورفعت راية التوحيد ببندقيتها تعز اعلنت أنها ستقدم الغالي والنفيس و ستقاتل من أجل دينها وارضها وعرضها ... تعز رفضت العبودية والخضوع للسيد ووقفت بأعلى صوتها واتخذت قرارا لارجعة فيه وقالت كلنا مقاومة. نعم انها تعز العز والشموخ .. تعز صرخت بحي على الجهاد فخرج من صلبها الاباء والابناء للدفاع عن مدينتهم وباتت الأم والأخت تقاوم وتجاهد معهم بالدعاء للرجال ودعمهم بالكعك والماء والمال.. تعز قدمت وضحت بجمال مدينتها وحدائقها وشوارعها ومبانيها وكل مؤسساتها.. تعز ضحت بحياتها لإنقاذ حياة كل الييمنين.. تعز اوقدت الأرض وفجرت البراكين من أجل من نعم من أجل من ؟ من اجل حياة كريمة لا حياة العبوية تحت ايادي السيد والمخلوع.. تعز ضحت بآلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين تعز هدمت منازلها وكسرت شوارعها وطرقاتها وحدائقها وكل شيء جميل فيها من اجل دينها وكرامتها وهيبتها .. تعز تدخل عامها الثالث من الحرب ضد مليشيات مسلحة لاتعرف غير قتل العباد وهدم البلاد وتفجير المساجد... تعز وقفت مع الشرعية بقيادة الرئيس عبده ربه منصور هادي اذا ؟ هل جزاء الإحسان إلا الاحسان.. بعد هذا كله من التضحيات الكبيرة من مدينة لاحول لها ولا قوة... ابنائها يشكون الألم والجوع والفقر والحرمان والحزن والعجز والحصار .. مدينة بأكملها أعلنت وقوفها ضد الإنقلاب وأعلنت الوفاء للشرعية.. ولكنها قابلت الكثير عكس ماقدمت .. نعم قوبلت بتأخير الحسم العسكري وقوبلت بتأخير رواتبهم الشهرية التي تصل لسبعة أشهر .. مدينة بأكملها تحرم أبناءها لجهودهم المبذولة لعدم صرف رواتبهم.. مئات الآلاف من الأسر الفقيرة تموت جوعا وقهرا..! من أين سيجدون لقمة العيش وشربة الماء ورواتبهم لم تصرف .. أين الخلل والقصور؟ أين رئيس الجمهورية أين نائب الرئيس أين رئيس الوزراء ..! أليس تعز أول محافظة تعلن الوقوف الكامل ضد الحوثي وصالح وتعلن الشرعية لك يا رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء... هل من الإحسان يا رئيس الجمهورية أن تكونوا قادرين لحسمها العسكري وصرف رواتب الموظفين.. هل من الإحسان أن تغمضوا عيونكم عن مدينة فتحت عيونها من أجل شرعيتكم?? أين الخلل والقصور؟ لن أكتب لكم كل الآلام التي تعصر بمدينة كاملة! الجميع يعلم ويعرف حق المعرفة عن تعز وجرحها الكبير... أليست تعز تحت شرعيتكم وتحت رعايتكم وتحت مسؤوليتكم بعد الله.. ألستم مسؤولين عن رعيتكم!! أين القسم الذي عاهدتم الله به أمام الشعب المغلوب على أمره.... اتقوا الله بمدينة قهرها عدوها وآلمها قيادة شرعيتها .. هل تعلمون أنكم ستقفون أمام الله وستسألون عن كل شيء. حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا بين يدي الجبار المتكبر... واتقوا يوما ترجعون بها إلى الله؟ لقد ضاقت الدنيا أمام أم ترملت ويتمت أبنائها لقد ضاقت الدنيا أمام جريح مقعد لسنتين على فراشه. لقد ضاقت الدنيا أمام موظف عاجز عن سد رمق جوع أولاده لقد ضاقت الدنيا أمام مئات الآلاف من الاسر المحتاجة لقد ضاقت الدنيا أمام الحاجة الحرجة الإنسانية التي يعيشها الابطال في الجبهات وقلة المؤنة وكثرة الصعاب والتحديات التي يواجهونها... رسالتي كتبتها لشرعيتنا والتحالف العربي لمن له قلب وعين الرحمة عن مدينة تعيش عامها الثالث من الحرب والدمار والقتل وسفك الدماء وفقر مدقع لأبنائها ... ومن رفع السماء بغير عمد أن كثير من أسر هذه المدينة تنام وبطونهم تشكوا الجوع والعطش ولاحول ولاقوه إلا بالله.. بالأخير اعتذر عن الإطالة ..وماكتبت هذا إلا من ألم يحشوا قلوبنا ومن قصص نراها ونسمعها كل يوم تبكي القلب وتدمع العين.. أسأل الله العظيم أن يكشف عما نحن فيه وأن يعجل بالفرج والنصر القريب لليمن كافة...