فرح العبداللات تائهة, في هذه الأيام من السنة لطالما تهت ,ولطالما سحبني عالم عجيب لا يمت عالمي بصلة إليه و يغمرني بداخل أفكاره الغريبة و مزاجه الغير مستقر و أحداثة والتي غالبا ما تصيبني بانفصام في الشخصية , تائهة في وسط طريق لا أعرف من أين دخلت ولا من أين سيكون خروجي منه ,شعوري لا يمكن وصفه ولا أحد يستطيع فهمه , حتى وإن سردت ما أعيش بتفاصيله أمام أقرب الناس إلي ألقاه ينظر لي بنظرات استهجان و تعجب , ويقول لي: كم أتعجب من امرأة شديدة الذكاء مثلك و متزنة بأن تقول لي مثل ذلك الكلام ,ما فهموا أني أحيانا من شدة ذلك الذكاء و كثرة التحليلات لجميع الوقائع و تفسير نوايا كل من حولي هي نفسها التي تضرني , ولو أني امرأة ساذجة بسيطة محدودة الفكر مثل الأخريات ما دخلت هذا العالم و ما أرهقت أيامي و عقلي أكثر ,أعيش وحدي و لوحدي , لا أحد يساندني ولا أحد يدعمني أو يشجعني أو حتى يدلني على طريقي كما يجب , بل أنا التي أخرجت نفسي و صعدت إلى القمم من بين الصخور ووسط الذين قاموا بتمزيق أشرعتي للهبوط في أرض قاحلة ما وجدت فيها ماء ولا دواء , تائهة و في حالة ضياع تام , هنالك جزء مني قد ضعف جدا ولكن الجزء الآخر يقاومه بشدة عنيفة للبقاء صامدة واقفة , ولا أدري إلى متى و إلى أين سيأخذني هذا التيار وإلى أي اتجاه , كالمتفرجة من بعيد أقف ,متأملة بأن أصل بسلامة تامة إلى بر الأمان .