استخدمَ الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب تعبير (كل الخيارات مفتوحةً) مُنذ دُخوله البيت الأبيض رسميًّا أول هذا العام لتعاطي حُكومته مع التهديد الكوري الشّمالي الباليستي الأحدث لإدارته وحُلفائها في شرق آسيا، وأدى التعبير إلى تراجع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن التمادي في تجاربه النوويّة والباليستيّة ، حتى أفاق اليابانيون في ساعةٍ مُبكرةٍ صباح يوم الثلاثاء 2017/8/29م على رسائل نصيّةٍ على هواتفهم المَحمولة، بَعثت بها حُكومتهم تُطالبهم بالحَذر واللّجوء إلى المَلاجِئ والأماكن الآمنة، لأن صاروخًا باليستيًّا من كوريا الشماليّة يُحلّق فوق رؤوسهم، وانطلقت صفّارات الإنذار وطالبت محطّات الإذاعة والتلفزيون المُواطنين بعدم الاقتراب من أي أجسامٍ مشبوهة، وضرورة الاتصال بالشرطة في حال رصدها. الصاروخ الباليستي الكوري الشمالي حلّق فوق الأراضي الشماليّة اليابانيّة لمُدّة دقيقتين فقط قبل أن يَسقط في البحر، ولكنّه أحدث تقلباتٍ أمنية واقتصادية وسياسيّة وَصلت تداعياتها إلى أوروبا والعُمق الأمريكي، وشَهدت الأسواق المالية حالةً من الهَلع، وسجّلت انهياراتٍ مَلحوظةً في شرق آسيا وأمريكا وأوروبا، ولجأ بعض المُستثمرين إلى ملاذاتٍ آمنةٍ مثل الذهب والفرنك السويسري تحسّبًا للأسوأ ، وجاء إطلاق هذا الصاروخ الكوري ردًّا على العُقوبات الاقتصاديّة التي فَرضتها الولاياتالمتحدة على بيونغ يانغ، عبر مجلس الأمن الدّولي قبل أسبوعين، ومن المُتوقّع أن تُكلّف الخزينة الكورية الشمالية مليار دولار إضافي، لكن انهيار البورصات الأمريكية والأوروبية واليابانية والكورية الجنوبية، زاد عن عشرات المليارات من الدولارات من الخسائر في الدقائق الأولى لإعلان النبأ. وهدد الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالانتقام من أمريكا وحُلفائها في حال تعرّضت بلاده لأي هُجوم، مُلوِّحاً بضرب القاعدة العسكرية الأمريكية النووية في جزيرة غوام في المُحيط الهادي ، ولكن عليه أن يُدركَ أنَّ الطريق الأقصر للسلام في كوريا، وكل أنحاء العالم، هو التّراجع عن الغَطرسة، والتهديدات باستخدام القوّة، والانخراط في حوارٍ جدّي، يكون أبرز عناوينه الاعتراف بحَق الشعوب في الحرية والعدل والمُساواة، والشعب الكوري الشمالي المحروم من حقوقه على رأسها ، والحِوار والسّلام يؤكدان أن هناك إدارة أمريكية ستجابه زعيماً مُتهوّراً جاهلاً أحمقاً يُؤمن بالحروب كأقصر الطرق للوصول إلى طموحاته ونزواته ، كما أنَّ المجتمع الدولي مُطالبٌ أن يتوحّد في مُواجهته ومنع شُروره التي تُهدّد بالدّمار الشامل، في أجزاءٍ عديدةٍ من العالم .