بين حين وآخر تهدد كوريا الشمالية بشن ضربات نووية على الولاياتالمتحدة غير مكترثة بقوتها العسكرية في المنطقة وغير مستعمة لنصائح الجارة كوريا الجنوبية وهي التي تضغط عليها بكل الطرق في سبيل الوصول إلى بر الامان بعد التصعيد المتواصل في شبه الجزيرة الكورية. وفي ظل هذه الاوضاع الملتهبة قامت السلطات الكورية الشمالية باخطار السفارات الاجنبية كافة للاستعداد على الرحيل لانها لن تعود قادرة على ضمان امن السفارات والمنظمات الدولية في البلاد في حال نشوب اي صراع قد يحدث وسط تواتر الاحداث رغم وجود اتفاقية فيينا، في حين تحاول الدول الصديقة لكوريا الشمالية تهدئة الاوضاع لتفادي الحرب في شبه الجزيرة الكورية والتي من شأنها أن تلحق الاذى بمعظم سكان العالم في حال مواجهتها الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية لان الجانبين يمتازان بالقوة الدفاعية وقد نشرا نظاما دفاعيا صاروخيا على امتداد المنطقة المحيطة وجميعها في حالة تأهب قصوى واستنفار تحسبا للأسوأ من الأمور!! فالحرب قد تندلع في أي لحظة لان الاوضاع غير طبيعية وفي غاية الخطورة منذ أن تم تحليق قاذفات اميركية من طراز بي 52 - وبي 2 فوق اجواء كوريا الشمالية ما أدى إلى تفاقم الازمة الحالية وتهديد بيونغ يانغ بضرب الجارة كوريا الجنوبية واليابان والولاياتالمتحدة، ومن خلال هذا التهديد ينشر الجيش الاميركي ما يقارب ب 28500 جندي اميركي واكثر من 50 ألف عسكري على التوالي تحسبا لاي هجوم قد يحدث في حين تحاول الولاياتالمتحدة أن تمتص غضب كوريا الشمالية وتفعل ما في وسعها لتخفيف حدة التوتر على جميع الاصعدة واليوم في اولى خطواتها بادرت واشنطن إلى تأجيل تجربة صاروخ نووي باليستي وتأجيل اجتماع عسكري مهم مع حليفتها سيول رغم علمها بخبر نصب بيونغ يانغ صاروخين يمكن أن يصلا إلى اراض يابانية واميركية غير أن الصين قد دخلت على خط الازمة الدائرة منذ أن اعلن رئيسها شي جينبينغ أنه لا يحق لأي بلد أن يدفع القارة الآسيوية إلى نار الحروب والدمار وهي اشارة واضحة للصراع القائم بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، ومن خلال هذا الخط تتحرك الصين بقوة لذليل كافة العقبات التي تكفل ضمان الاستقرار والامان في منطقة آسيا. وفي الوقت نفسه تستعد القوات اليابانية المسلحة للتصدي لأي صواريخ كورية شمالية يتم اطلاقها خوفا من خطورتها النووية، لذا تبادل التهديد والوعيد بين الجانبين الكوري الشمالي والاميركي جعل القوات الاميركية في حيرة من امرها ودفعها إلى الاستعداد لكل الاحتمالات عن طريق مناورات عسكرية سرية مع حليفتها كوريا الجنوبية ضمن اطار تدريبات مشتركة واسعة النطاق، وهذا ما اثار حفيظة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي حذر من مغبة الحيل والألاعيب الخفية بين اميركا وكوريا الجنوبية وهدد مباشرة بضرب الاراضي الاميركية «هاواي» أو جزيرتي غوام ردا على اعلان المناورات الثنائية العسكرية على ارض كوريا الجنوبية، وهذا يعني أن الزعيم الكوري كيم جونغ غير مبالٍ تماما بتبني الاممالمتحدة عقوبات جديدة عليها منذ تجربتها النووية في 12 فبراير الماضي التي سبقتها أيضاً اطلاق صاروخ فضائي في ديسمبر الماضي، إذ ان خطواتها النووية في المنطقة في غاية الخطورة وبالاخص حينما نتحدث هذه المرة عن خطر اندلاع حرب حرارية - نووية في شبه الجزيرة الكورية وخطورة اطراف تجمعهم التحذيرات والاستفزازات المشتركة فماذا يعني هذا، والى اين شبه الجزيرة الكورية ذاهبة، والى أي مدى ستصل كوريا الشمالية، لا نعلم؟!!! فاليوم انتقلت كوريا الشمالية إلى مرحلة جديدة من التهديدات بعد اعلان عزمها على اعادة تشغيل مفاعل «يونغبيون» النووي المتوقف منذ عام 2007م واعادة تأهيل وتشغيل منشآت يونغبيون يعني استئناف العمل في تخصيب اليورانيوم والمفاعل وهو المصدر الوحيد لانتاج البلوتونيوم لبرنامج بيونغ يانغ للاسلحة النووية الامر الذي جعل جارتها كوريا الجنوبية تندد وتعرب عن أسفها جراء هذا التصرف إذ انها لم تحترم الاتفاقات والالتزامات التي تم التوصل اليها في السابق بينما يرى الزعيم كيم جونغ أون أن من حق بلاده السعي نحو تطوير الطاقة النووية وهي حق من حقوقها المشروعة في تعزيز التكنولوجيا الضرورية لانتاج اسلحة نووية. يحاول الاتحاد الاوروبي بكل طاقته التدخل السريع لحث كوريا الشمالية الامتناع عن تأجيج التوتر والعمل على نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل في المستقبل بينما نجد أن كوريا الشمالية مستعدة لاسوأ السيناريوهات الحربية وسط هذه المؤشرات وبالتالي ان لم تتحرك روسياوالصين لحسم داء اشعال الحرب الحرارية النووية في المنطقة والتخفيف من حدة التوترات المحيطة بكوريا الشمالية فسيزداد الامر سوءا إلى أبعد الحدود... ولكل حادث حديث،،، علي محمد الفيروز [email protected]