بعد نشر خبر ترؤس رئيس الجمهورية الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية وماصاحبه من تداول لمقترحات مقدمة من رئيس الحكومة للتعامل مع الازمة الاقتصادية المتفاقمة والتدهور المتسارع لسعر الريال اليمني،سادت حالة من التذمر والانتقاد وسط كثير من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي تنوعت بين مطالب برحيل حكومة بن دغر بل وذهب البعض للمطالبة بثورة ضد الرئيس وحكومته،وتزامن ذلك مع قطع شوارع واحراق إطارات في بعض مديريات عدن مدعومة من المجلس الانتقالي لاهداف لاعلاقة لها بثورة الجياع. -لاشك أن الانسان اليمني يواجه أسوأ وضع على الاطلاق منذ اربع سنوات على حرب أكلت الأخضر واليابس أن لم تكن الأسوأ في تاريخه المعاصر بعد أن وصل الامر لدى الكثيرين لخوض معركة يومية لتوفير قوت أولاده لابقائهم على قيد الحياة،لكن هل يكمن الحل في تأييد دعوات الانقلاب على الرئيس العاجز وحكومته الفاسدة؟ -الإجابة هي نعم لكن في الأوقات الطبيعية التي لاتعاني فيها البلاد من حرب متداخلة ومتشعبة بمعنى أن تغيير الرئيس لايمكن ان يتم حاليا عبر صندوق الانتخاب ،كما يصعب اللجوء الى مجلس النواب لتنصيب نائبه بديلا له كحالة استثنائية في ظل التباين الحاد بين القوى الرئيسية في البلاد ،إضافة الى تباين الاجندات الدولية في اليمن وحتى لو افترضنا إمكانية ذلك سيستغرق الامر عدة أشهر لاتمامه،وبدرجة أقل ينطبق الامر بالنسبة للحكومة ،ومن ثم فأن محاولة انقاذ الاقتصاد الحالية لايمكن تحقيقها عبر هذه الدعوات ... أذاً ما الحل؟ - رغم التحفظ على بعض أعضاء اللجنة والحاجة الملحة لحلول سريعة لوقف الكارثة الاقتصادية ،لكن الحل الواقعي المتاح حاليا هو الوقوف الى جانب اللجنة الاقتصادية المشكلة أخيرا ودعمها الى ان تتمكن من النجاح في مهمتها شريطة منحها شهرين من الزمن فقط لاثبات فعالية آليتها المقترحة أو فلترحل غير مأسوف عليها مع الحكومة والرئيس ماداموا عاجزين عن أنقاذ 30 مليون يمني من الموت جوعاً ،مع ملاحظة أن الحكومة تعرضت في فترات سابقة لانتقادات شديدة عندما قامت بحملة ضد محلات الصرافة اوضخ كمية من العملة الصعبة في السوق باعتبار ذلك حلولا ترقيعية لن تحل جذور المشكلة. -في تواصل سابق مع رئيس اللجنة سألته عن سبب قبوله بمهمة شبه مستحيلة لاتتوفر لها أي مقومات للنجاح ؟ولماذا يراهن برصيده الاقتصادي الناجح في مهمة كهذه؟فكان جوابه أنها محاولة أخيرة لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار،وهنا قد يقول البعض هل سيتمكن البسطاء من الصمود لشهرين حتى تتمكن اللجنة من وقف الانهيار؟ -ما أعرفه أن اللجنة تتحرك في مسارين متوازيين الأول :بحث كل الإجراءات العاجلة التي يمكن من خلالها إيقاف تدهور الريال لوضع حد من ارتفاع أسعار السلع الغذائية،والثاني:وضع استراتيجية شاملة لمعالجة الوضع الاقتصادي ومعالجة مكامن الخلل ونقاط القصور فيه،واللجنة حاليا في حالة انعقاد دائم منذ اجتماعها بالرئيس هادي لمناقشة الآلية المقترحة قبل أن يتم الإعلان عنها رسمياً خلال اليومين المقبلين،أما ماتم تداولة من مقترحات كان من بينها زيادة في الرواتب بنسبة 30% فتعود لرئيس الحكومة ضمن محاولته تخفيف عبْ ارتفاع الأسعار على كاهل الموظف لكن فاته أن ذلك يتعارض مع أولوية إيقاف تدهور سعر الريال. -أخيرا على الجميع أن يكونوا واقعيين وأن يدركوا أن خياراتنا محدودة بين السيْ والاسوأ والأكثر سوءا لكن أيماننا بالله كبير وأن مع العسر يسرا .