بإلقاء نظرة بانورامية على الحرب في اليمن ، يمكن أن نستخلص عددا من الدروس التي تمكننا من معرفة الطريق المؤدي إلى المستقبل. الدرس الأول أن الشرعية متخمة باللصوص والانتهازيين والأوغاد . ومثل هؤلاء لن يبذلوا أي جهد حقيقي لبناء مؤسسات الشرعية ، وليس لديهم أي مشروع سياسي يضمن بناء الدولة . ماذا ننتظر من شرعية كل رأس مالها مليشيات أتجهت بالبلاد بسرعة وبقسوة إلى حروب فيما بينها وتركت مواجهة مليشيا الحوثي التي اختطفت الله ورمته في الكهف لتتحدث باسمه واستبدلت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالجرذ عبد الملك الحوثي تحت غطاء علي بن أبي طالب وابنه الحسين . يصر هؤلاء اللصوص المختطفين للشرعية على تقسيم البلاد وتمكين عصابة الحوثي من البقاء والاستمرار ، مع العلم أن عصابة الحوثي تحمل تفسخها من داخلها ، وهي أوهى من بيت العنكبوت . الدرس الثاني ، نحن بحاجة إلى إقناع النخب السياسية والثقافية بتشكيل المستقبل ، وصياغة مشروع سياسي يكون قابلا للحياة وخاصة تلك النخبة التي مازالت تستخدم المقدس للوصول إلى المدنس . على هؤلاء أن يدركوا أن الإسلام السياسي هو الذي مكن الحوثية من امتطاء ظهر الجميع وساعدها على إقصاء الجميع . هل تدرك هذه النخب وأخص هنا تحالف الاحزاب الوطني الذي تشكل مؤخرا أن دعمها للشرعية بشكلها الحالي لن يكون سوى بيع أوهام للناس ولن تكون الشرعية سوى خرافة مثلها مثل خرافة الحوثي . ولست بحاجة للقول إن اليمن تتخبط بوحل الدم المعجون بغياب العقل وغياب الهوية الوطنية وسيادة النهب لثروات البلاد حتى أضحى مع كل صبح يشرق يولد مليونير جديد ويموت مقابل ولادته الآلاف من المعوزين والمحتاجين . ربما أحتاج إلى تذكير هؤلاء وأقصد النخب بأنه لابد لهم ولليمن من السير على خطى نخب وأمم كثيرة كبيرة وصغيرة في الغرب والشرق وضعت أقدامها على قواعد المسؤلية الاجتماعية والقيم الأخلاقية. تلك هي الطريق التي تبعدنا من وهم الشعارات والتستر بالشرعية التي لن تاتي بسبب فقدان شروطها الأساسية، بل تقودنا إلى خسران الجغرافيا والتاريخ والشعب معا. مازال الشعب يؤمل بالمشروع الوطني الذي يمكنه من الوصول إلى بر الأمان ، لأن الحرب أكلت جزاء كبيرا من رأس المال الوطني ولا تزال تفعل . الشعب اليمني لديه قدرات غير عادية ، فاستثمروها بالسلام لتسجلوا اسماءكم في صفحات التاريخ المشرقة . فإن جنحت عصابة الحوثي للسلم لهم مالنا وعليهم ما علينا، مالم فالحرب هي جزء من السلام. ولن تصمد هذه العصابة أمام الحق المرفوع من شرعية موحدة تحمل مشروعا وطنيا أكثر من شهر.