ذكرت مجلة أميركية أن السلام الحقيقي في اليمن سيظل بعيد المنال ما لم تقبل الأطراف المتصارع أنه ليس لديها ما تكسبه من استمرار القتال، موضحة خارطة الطريق لإنهاء الحرب في اليمن وإنجاح "التسوية السياسية". وقالت مجلة "فوريس افيرز" الاميركية في مقال بعنوان "خطة حقيقية لانهاء الحرب في اليمن" - ترجمة للعربية "المشهد اليمني"- إن التسوية التي يتم التفاوض عليها حالياً يمكن أن تنهي الحرب في وقت مبكر، وبالتالي التقليل من إراقة الدماء. واستدركت المجلة بالقول "لكن المقاتلين عمومًا لا يوافقون على مثل هذه التسويات حتى يصلوا إلى طريق عسكري مسدود، بحيث تكون جميع الأطراف مقتنعة بأنها لن تتمكن من تحقيق انتصار عسكري". وقالت المجلة "رغم ذلك، يتعين على الأطراف المتحاربة معرفة أن بإمكانها نزع سلاحها دون ذبحها، وهو شرط لا يمكن تلبيته في بعض الأحيان إلا بالتزام خارجي بحفظ السلام لمدة عقد أو أكثر". وأشارت "فورين أفيرز" أنه بمجرد وصول الأطراف المتصارعة إلى الطاولة، سيتعين أن تتضمن أي تسوية تفاوضية ناجحة ترتيبًا لتقاسم السلطة يمنح جميع الفصائل تطلعاتها السياسية والمزايا الاقتصادية بما يتناسب تقريبًا مع ثقلها الديموغرافي "وفقًا للواقع العسكري". ولفتت المجلة إلى أن "إيران ستشجع الحوثيين على استمرار القتال، موضحة أن ما وصفتها ب"المعركة الضائعة" يجب أن تساعد الحوثيين على فهم أن مصالح طهران ليست مصالحهم". وشددت المجلة أن "التسوية المتفاوض عليها ستكون أفضل نتيجة لإيقاف "لحرب الوحشية في اليمن"، وأن استئناف الهجوم على الحديدة سيمهد الطريق لتحقيق ذلك الهدف. واقترحت المجلة على الإدارة الاميركية زيادة واستمرار دعم الولاياتالمتحدة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وتمكينه من السيطرة على الحديدة ومن ثم استخدام ما تم تحقيقه عسكرياً لإجبار الطرفين على إنهاء القتال وتوقيع اتفاق "تقاسم السلطة". وقالت المجلة "لا يعد هذا السيناريو منطقيًا فحسب، بل إنه الحل الوحيد على المدى القريب الذي يمكن أن ينهي الحرب الأهلية ويوقف القتل ويزيل الوجود السعودي والإيراني". وأضافت "فورين افيرز": "انتصار التحالف في الحديدة صعب ولكنه ممكن التحقيق"، موضحة أن القوات الحكومية اليمنية المتواجدة حول المدينة العديد من النجاحات العسكرية وذلك بفضل الدعم القوي من الإمارات العربية المتحدة. واعتبرت المجلة أن الانتصار في الحديدة سيسمح للسعوديين والإماراتيين إرسال رسالة واضحة إلى شعبيهما ومنافسهما الإقليمي "إيران" بأنهم أقوياء ويجب عدم استفزازهم. وأضافت المجلة "وفي الوقت نفسه فإن خسارة الحوثيين للمدينة يجب أن تقنعهم بأنهم لا يستطيعون الانتصار، وأنهم إذا استمروا ، فقد يفقدون سيطرتهم على صنعاء وغيرها من المناطق التي سيطروا عليها منذ عام 2014".
