نشرت صحيفة مصرية تقريراً يتتبع خيوط ملابسات مقتل طبيب المخ والأعصاب اليمني نجيب محمد، في شقته بمنطقة الجيزة، موضحة أنه يتم إنهاء الإجراءات اللازمة لنقل الجثمان إلى اليمن. وقالت صحيفة "المصري اليومم" إنه "عشية مباراة كرة القدم بين فريقي الزمالك ونهضة بركان المغربى، الأحد الماضى، بينما تسود حالة من الهدوء شارع حمدي السيد بكفر طهرمس فى بولاق الدكرور في الجيزة، انتابت خالد دانيال، حارس عقار، حالة قلق، بعد أن طرق باب شقة الدكتور نجيب محمد، طبيب المخ والأعصاب، يمنى الجنسية، 3 مرات دون أن يجيبه صاحب الشقة، خصوصًا مع انبعاث رائحة كريهة من داخلها، وبعد إبلاغ الشرطة عُثر على جثة الطبيب، الخمسينى، مشنوقًا بحبل، وبه آثار لنحو 6 طعنات بأنحاء متفرقة من جسده". ونقلت الصحيفة عن نجل حارس العقار ويدعى "محمود" القول "الشرطة تحفظت على والدي وآخرين، ولم تفرج عنهم حتى الآن، بيعملوا تحريات وبيجمعوا معلومات عن المجني عليه، لأنه شخص غير مختلط كثيرًا بالناس العاديين". وأشار محمود إلى أن الطبيب اليمني اشترى الشقة التي شهدت الجريمة قبل 15 يومًا من مقتله، مضيفًا: «الراجل لسة جديد على المنطقة، وكان بيوضّب شقته، وفيه عمال وسماسرة ونقاشين بيترددوا عليها». وبحسب الصحيفة، سرد "محمود" آخر اتصال دار بين والده وأهل المجني عليه- يوم اكتشاف الجثة- إذ طلب أقرباء الطبيب من حارس العقار أن يصعد إلى شقة الطبيب اليمني ويطرق بابها لأنهم قلقون عليه لعدم رده، وهو ما نفذه حارس العقار بطرق الباب 3 مرات، قائلًا: "الصبح لم يرد، وبعد الظهر، ومع ماتش الزمالك أخبرنا أهل الدكتور بالحضور لانبعاث رائحة كريهة". وأشارت الصحيفة إلى أن شاهد العيان وصديقه "جمال" شعرا ب"الرعب" ولم يتمالكا نفسيهما، حيث كانا برفقة أقرباء وأصدقاء المجنى عليه، الذين رأوا جثة الأخير مسجاة على الأرض بالصالة، مكتوف اليدين، وعلى فمه شريط لاصق، وكان الدم لا يزال ينزف من فمه، بخلاف وجود طعنات بجسده، وآثار خنق بحبل حول رقبته. وقالت الصحيفة "تحولت المنطقة الشعبية إلى ثكنة عسكرية بعد إبلاغ الأهالي شرطة النجدة بالجريمة". وقال جمعة حمدي، أحد شهود العيان: "الشرطة استمرت نحو 12 ساعة متواصلة تبحث وتتحرى، وتحفظت على كاميرات المراقبة، وإحداها كانت مثبتة بشرفة بالطابق الرابع بالعقار الذي شهد الجريمة، ووضعها قاطن هذا الدور، وهو ضابط شرطة، بغرض مراقبة سيارته التى يركنها أسفل العقار»، بحسب ما أوردته صحيةف المصري اليوم. ولفتت الصحيفة إلى أنه تبين، وفقًا لرواية الشاهد، أن الكاميرا لم ترصد دخول أي شخص غريب إلى العقار سوى العمال والسماسرة وغيرهم من المترددين على الطبيب اليمني، كما تحفظت الشرطة على كاميرا مراقبة أخرى تخص شركة تأجير سيارات. وبحسب الصحيفة، رجح أحد أقرباء المجني عليه، والذي تحفظ على ذكر اسمه، أن الجاني هو شخص أو أشخاص ممن استعان بهم "الدكتور نجيب" لشراء شقته الجديدة وطلائها وحمل الأثاث إليها وفرشها، موضحًا: "(نجيب) كان غير مختلط بأحد غير هؤلاء العمال"، كاشفًا أن شقة المجني عليه، كما أكد له أحد رجال الأمن، كانت بها آثار بعثرة، ما يرجح أن دافع الجريمة كان "السرقة"، إذ أخبره بأنه تم العثور على مبالغ حول وسط المجني عليه كان يخبئها أسفل ملابسه. وأضاف أن المجني عليه تحدث مع سماسرة عن نيته شراء شقة ثانية، موضحًا: "وارد يكونوا طمعوا فيه"، إذ إنهم كانوا دائمي التردد على منزله، وواضح من طريقة القتل أن الجاني أو الجناة اقتحموا الشقة وانتقموا من المجني عليه بطريقة بشعة، إذ تم شنقه ب5 عقد على رقبته. وقالت الصحيفة إن فريق البحث الجنائي ناقش نجل شقيق المجني عليه، والذي اتصل به هاتفيًا فلم يجب، حيث قال إنه توجه إلى الشقة للاطمئنان على عمه، واستعان بالجيران وحارس العقار لكسر باب الشقة ليعثروا عليه جثة هامدة، كما استمعت عناصر البحث الجنائي لسكان العقار والحارس للتوصل إلى هوية المترددين في توقيت الجريمة على العقار. وذكرت "المصري اليوم" أن نيابة حوادث جنوبالجيزة انتقلت إلى مسرح الحادث لإجراء المعاينة التصويرية، ورفع الآثار البيولوجية من الدماء والبصمات لفحصها، كما تم نقل جثة المجني عليه إلى مشرحة زينهم لتشريحها، وتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها، وإخطار السفارة اليمنية في القاهرة، والتي حضر مندوبها التحقيق، حيث يتم إنهاء الإجراءات اللازمة لنقل الجثمان إلى اليمن.
