تعرضت ناقلتا نفط قدمتا من السعودية والامارات، اليوم الخميس، لهجوم في عرض مياه خليج عمان، لم تتضح ملابساته حتى الآن هو الثاني الذي تتعرض له ناقلات نفط خلال شهر. وكانت أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط تعرضت لعمليات "تخريبية" قبالة ميناء الفجيرة الاماراتي في 12 مايو الماضي، أعلنت أميركا والسعودية حينها أن طهران تقف خلفها. ويأتي الهجوم في ظل توتر وتصعيد أميركي إيراني في المنطقة غير مسبوق، وأرسلت واشنطن في وقت سابق أسلحة وسفن حربية لمواجهة "التهديدات الإيرانية". وأعلنت السلطات البحرية النروجية أن ناقلة النفط "فرونت ألتير" المملوكة لمجموعة "فرونتلاين" النروجية تعرّضت ل"هجوم" صباح الخميس في بحر عُمان بين الإماراتوإيران، وسُمعت ثلاثة انفجارات على متنها، مؤكّدة عدم إصابة أي عنصر من الطاقم بجروح. في سنغافورة، أعلنت شركة "بي أس أم" لإدارة السفن أن واحدة من ناقلاتها وتحمل اسم "كوكوكا كوريجوس" كانت هدفا ل"حادثة أمنية" ألحقت بها أضرارا، وأنه تمّ إنقاذ أفراد طاقمها، وقد أصيب أحدهم. ودعا الاتحاد الاوربي وجمهورية فرنسا، اليوم الخميس، إلى التزام "أقصى درجات ضبط النفس" لتجنب التصعيد بعد أن تعرضت ناقلتا نفط للهجوم في خليج عمان، في حين أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو بعد حادثة خليج عمان، "تدعو جميع الأطراف لخفض التوتر، وقبل كل شيء حول إيران، معتبرا أن الحادثة تعكس الوضع المتوتر". من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تزامن "الهجومين" اللذين استهدفا ناقلتي النفط وزيارة شينزو آبي لطهران أمر "مثير للشبهات". وقال جواد ظريف في حسابه على "تويتر"، "هجومان على ناقلتي نفط مرتبطتين باليابان وقعا فيما كان رئيس الوزراء شينزو آبي يلتقي (المرشد الأعلى) آية الله خامنئي لإجراء محادثات مكثفة وودية. كلمة مثير للشبهات لا تكفي لوصف ما ظهر هذا الصباح". وفي هذا الصدد أشار مراقبون إلى أن ميليشيا الحوثي الانقلابية ضالعة في الهجوم على ناقلات النفط، وأنها تنفذ أجندة إيران لزعزعة استقرار المنطقة وحفاظاً على أمنها القومي. وكان قيادي بارز في ميليشيا الحوثي الانقلابية توعد واشنطن ب"عمليات ووقائع مزلزلة ومدمرة"، في حال اقدمت على "حماقات" في المنطقة، في تلميح إلى استهداف إيران. وقال نائب وزير خارجية حكومة الحوثيين [غير معترف بها دولياً]، حسين العزي في حسابه على "تويتر": في حال ارتكبت واشنطن وحلفاءها أي حماقة فستكون المنطقة على موعد مع عمليات ووقائع مزلزلة ومدمرة". وأضاف العزي "سيواجه التصعيد بتصعيد أكبر وربما تحدث أمور لم تحدث من قبل". وتتهم دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، إيران بدعم وتمويل الحوثيين ونقل تقنيات أسلحة متطورة إليهم، الأمر الذي تنفيه طهران باستمرار. من جانبه، ذكّر رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث ببنك الأهداف التي أعلن عنها الحوثيون في وقت سابق تستهدف الامارات والسعودية. وقال عبدالسلام محمد في صفحته على "فيس بوك": "300 هدف أعلنه الحرس الثوري على لسان الحوثيين والهدف كله افشال خطة ترامب في تصفير واردات النفط الايراني". وأشار عبدالسلام إلى أن "الحرب في المنطقة اقتصادية بين أميركا وإيران "بينما من يدفع الثمن على الأرض اليمن والخليج". وأشار عبدالسلام إلى أن الحوثيين تحولوا "إلى ما يشبه الكندم للإيرانيين في المنطقة - وفق تعبيره -، مضيفاً "وبذلك تحول اليمن الى ساحة حرب دولية بفضل أتباع خامنئي وتخلى الحوثيون عن أي أهداف وطنية الى الأبد في سبيل الدفاع عن قم"، حسب وصفه. ودخل اليمن في اتون حرب أهلية منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وانقلابهم على السلطة الشرعية المعترف بها دولياً. وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا بهدف انهاء انقلاب الحوثيين واعادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى اليمن.
