ما يزال صوته يدوي : قل لأصحابك ، وقبل أن أسأل : من هم أصحابي ؟؟ ، قالها ويداه تتسلم جرائده من احمد المغشي صاحب أشهر كشك جرائد واخيه في الكشك الاخر ، وكلاهما في التحرير، قال يوسف الشحاري احد كبار هذه البلاد التي فقدت رجالها : قل لأصحابك " …….." يدخلوا المسجد ، لا يتركوه لل……… كلما رأيت مسبحه في يد مسلم جديد " لنج " يبرز الشحاري أمامي فجأة ، فتعتصر نفسي حنقا … في لحظة كادت قريتي أن تصاب بالفتنة على صغرها، والسبب قريب لنا وحميم، بسبب الاولاد الصغار، وقد أمرهم العم عبد الواسع بالخروج من المسجد بسبب ما رآه موجبا لطردهم ، وكنا نتقبل أوامر أي كبير حتى ولو هي خاطئة في نظرنا ….كنا قادرين على أن نكظم غيضنا …!!! علق قريبنا القادم من عدن ممتلئا أفكار ثورية على العم الكبير" هؤلاء عادهم با يسحلوك"، كان التعليق صادما جدا.. لولا حذاقة العم قاسم … كان خالد محيي الدين مؤسس حزب التجمع المصري يحرص على أن يجلس في أول صف في صلاة الجمعة، وكذا طالما فعل محمد ابراهيم نقد أمين عام الحزب الشيوعي السوداني الذي قالها يوما : الحكومة مهمتها جنة الدنيا، وجنة الآخرة على السماء …. اليسار بمعظم فصائله اتخذ موقفا من الدين وبالتالي المسجد، بوحي من مقولة ماركس " الدين افيون الشعوب "، كان الرجل و اوروبا تعاني من سيطرة الكنيسة التي وصل بها الامر الى درجة توزيع " صكوك الغفران "، والدين معظم الوقت حوله فقهاء الحاكم و السلطة الى افيون يخدرون به الناس كلما تعلق أمر الحكم بالسلطة والثروة والى اليوم، فتلوى اعناق النصوص، والاحاديث، والفقه عموما يتم توظيفها لصالح الحاكم من قبل أولئك " رابطة صناع الطغاة " أمثال من قال لهارون الرشيد " اقض وطرك منها وسأتحمل عنك الذنب " …. الآن كثرت المسابح في أيدي معظم من كانوا لا يعترفون لا بالسماء ولا بما أرسلته إلى الأرض، واستغرب عندما الاحظ أن معظم رسائل الدعاء ترسل ممن كانوا أشد تطرفا !!!, وأدرك ما الذي حصل، هي ردة فعل تجاه فترات أو لحظات عدم اليقين، حينما تجد فجأة وبدون مقدمات أن الحلم طار، والشعارات طارت، ليعود بك الجهل الى ما قبل الاسلام !!!!...و لأنك لم تتربى على التقييم والمحاسبة … على أن حمل المسبحة لا يمثل حلا للمعضلة، فالحل يكمن في اعادة القراءة والتقييم من جديد ولكل المراحل، ومن ثم الانطلاق من جديد ….أما الدعاء وطول المسبحة، فيؤدي الى ارتكاب نفس الخطأ مرتين … على اليسار بدون حساسية أن يعيد الحساب …ولا يحتد في أوله وآخره لله الامر من قبل ومن بعد.