اتجهت قيادات الحوثيين في صنعاء للملاسنة والتهديد العلني بكشف فساد منظمات إغاثية تابعة لأمم المتحدة بعد أن تحدثت مساعدة الامين العام للشؤون الانسانية أورسولا مولر عن تعنت الحوثيين في تحركات الاغاثة في مناطق سيطرتها بلغة حادة هي الأولى من نوعها منذ سنوات. البداية من جريفيث: عقب حديث المبعوث الاممي جريفيث الاخير أمام مجلس الأمن حول الوضع في اليمن وثنائه على اتفاق الرياض والحديث عن انخفاض الغارات الجوية بمعدل 80% هاجمت قناة المسيرة في تقرير لها تلك الاحاطة. ووصف التقرير الذي رصده محرر المشهد اليمن، بما قدمه جريفيث في كلمته بالمحاولة لتلميع ما أسموه ب"العدوان" وأنه لم يقدم سوى ما تذيعه المواقع الاخبارية ووكالات الانباء عما يدور في اليمن. ورغم اتهام الكثير لجريفيث بمجاراته لمليشيا الحوثي وعدم الحديث عن قيامها بإفشال اتفاق السويد الخاص بالحديدة إلا أن الحوثيين هاجموه بثنائه على اتفاق الرياض الذي أعطى صورة جيدة امام العالم للمملكة العربية السعودية في اليمن. فضائح فساد متبادلة: ولم تستنفر جماعة الحوثي في نقدها ضد جريفيث ولكن وجهوا نقدا حاداً لمساعدة الامين العام للشؤون الانسانية اورسولا مولر بعد أدلائها بكلمه أمام مجلس الأمن يوم أمس الجمعة. حديث مولر كان يبدو قاسياً على المليشيا في صنعاء فهي اتهمتهم بالعلن بسرقة المساعدات واعاقة تنفيذ المشاريع الانسانية وارتكاب أكثر من 60 اعتاء على العاملين في مجال الاغاثة خلال 3 أشهر. واتهمت مولر الحوثيين أيضا، بالتدخل في العمليات الانسانية ومحاولة فرض من هم المستفيدين من تلك المساعدات والشركاء المنفذين. وقال عامل في أحد المنظمات المحلية في صنعاء ل المشهد اليمني فضل عدم ذكر اسمه، إن منظمتهم كانت تتلقى دعم المشاريع الانسانية مباشرة من الاممالمتحدة لكن مؤخرا تريد جماعة الحوثي أن تقوم هي بتنفيذ المشاريع الاغاثية لغرض السطو على الدعم الذي يبلغ ملايين الدولارات في المحافظات الخاصة لسيطرتها وهو الأمر الذي عرقل استمرار المشاريع مؤخراً. في المقابل وعقب فضح مولر لممارسات الحوثيين خرج محمد الحوثي بحديث عن فساد المنظمات الدولية وكشف عن مشروع نقل بسكويت تغذية للاطفال في المناطق الداخلية فقط ب 12 مليون دولار كما أن أحد المشاريع قدم على شراء عكازات ب12 مليون يورو قيمة العكاز 100 ألف دولار وخصص المبلغ المتبقي نفقات لطاقم العاملين، كما خصصت مشروع لرسالتين عبر الهاتف النقال بمبلغ قدره 600 ألف دولار. ورغم هذه الارقام المهولة وعدم مصداقية الحوثيين إلا أن فساد منظمات الاممالمتحدة سبق وأن فضحتها تقارير ونفذت حملة محلية تحت عنوان (أين الفلوس) غير أن كلا الطرفين غارقين في الفساد وكلاً يريد إطالة الحرب لغرض سرقة حقوق المساكين والعيش على معاناته.
