لهجة اردوغان بالأمس ضد حفتر كشفت عقلية سادية وعقدة عثمانية مستحكمة. حين يهين ويتوعد قائداً ليبياً له قاعدته وجيشه، وفي فترة حوار، وكأنه دويدار لدى السلحدار، سواء اختلفنا أو اتفقنا مع الجيش الليبي إلا أنها إهانة لكرامة العربي، إسلاميا او غيره. هي صورة مصغرة لمن لا يقرأ التاريخ، تكشف النرجسية التي أدار بها الترك بلاد العرب، يوم كان أجدادههم السادة والقادة وحدهم.. والعرب رعايا للبشوات. عندما اجتاحوا منطقتنا كان العرب طيبين حد السذاجة، فأسموه فتحاً عثمانياً! لم يتقبّل العرب سلطانهم إلا لأنهم ضعفوا، وكانوا عرضة لغزوات صليبية متوالية، فكان الترك أهون الخيارات، لأنهم مسلمون فقط.. قبل أن يكشفوا بعدها انهم علوج. خلال قرون سلطانهم كانت كل الفتوحات للترك فقط. لم نقرأ عن فاتح عربي واحد. والولاة كلهم ترك، والجبايات والموارد، حتى تجارة البن اليمني في المخا، لجيوبهم. هي ذاتها عقدة الهيمنة والاستعلاء تعشش في عقل أردوغان، كشفها بإهانة عربي! لا يريد أن يعي أن الصراع شأن ليبي عربي خالص، لا شأن لاسلام، ولا لتركيا! مصالحها وأمنها القومي لا علاقة لهما بعرب يتصارعون في ديارهم، لا في تركيا، ولا بالانحياز الفاضح لحكومة مهيمنة أقلقت شعبها وجيرانها، وإن كانت منتخبة! من يأتي بالانتخابات لا يستقوي بالخارج، ولا يحكم بترسانة أجنبية! ومن يستحضر الهيمنة التركية اليوم هم جزء من محنة أمة مصابة بعقدة التبعية والارتهان، ولاتثق بحقها في القيادة والسيادة! الحاجة الآن عاجلة لقيام اتحاد عربي بعيداً عن لعنة التطبيع، يعيد الإعتبار والسيادة، ويضع حداً للتدخلات والمهانة لكل من هب ودب. مصلحة العرب فوق كل المصالح.. والأطماع المحدقة بالكل.. أكبر من كل خلاف! استعلاؤه سيطالكم جميعا.. اليوم أو غداً!!
