الحكومات في سوريا وليبيا واليمن عندها وزراء ووكلاء وسفراء وموظفين يدعون تمثيل بلدانهم! المشترك بين هذه الحكومات ان اللاعبين الدوليين يتعاملون معها باعتبارها لاعبا ثانويا، وتجري كل التفاهمات الكبرى دون إشراكها ولا يكون أمامها الا السمع والطاعة! هناك فارق جوهري هو ان اليمن تمثل حالة استثنائية تاريخيا كون كل اجهزة الحكومة "الشرعية" لا سلطة لها على الارض وتتعامل مع كل قضاياها عبر الواتساب وتصريحات مكررة ، وما لا تفهمه ولا ترغب في سماعه هو ان المواطن لا يثق بسلطة غائبة وعاجزة وفاسدة. كيف لمواطن ان يثق بكيان لا يرتبط به ولا يعيش معه ولا يقوم بواجباته الأخلاقية والوطنية، والتعلل بعدم السماح لهم بالعودة يمثل عارا عليها وليس مبررا كافيا لانهم يسافرون الى كل بقعة لزيارة اسرهم والاستجمام. لم يعد للشرعية الرخوة اي موقع في ضمير المواطن ولم تعد تعنيه وإنما أصبحت حاجة إقليمية لتمرير المشاريع الكبرى.