قال تقرير جديد لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن جبهات الحرب في اليمن شهدت عمليات قتالية عنيفة، على الرغم من مرور أسبوع على الهدنة الأحادية الجانب، التي أعلن عنها التحالف العربي بقيادة السعوية. وقال التقرير إن السعودية تظهر جدية أكبر من الحوثيين في إنهاء القتال والتوصل لصيغة سلام شامل في اليمن، فيما لا يزال الحوثيون مصرون على القتال، بالرغم من المخاطر التي يشكلها وباء كورونا على اليمن إذا تمكن من التفشي في البلاد. وأوضح إن العملة اليمنية ستتعرض لضربة قوية في الفترة القادمة إذا ما تواصل القتال بسبب انهيار أسواق النفط والانخفاض الحاد في الحوالات المالية للمغتربين اليمنيين إلى الداخل. نص التقرير: على الرغم من بعض التفاؤل بالمحادثات الجديدة للتهدئة في اليمن، فإن أطراف النزاع في حرب اليمن المستمرة منذ خمس سنوات تجاهلوا بشكل أساسي وقف إطلاق النار من جانب واحد بقيادة السعودية الذي أعلن عنه قبل أسبوع ، حسبما قال مسؤولو الأممالمتحدة الخميس ، محذرين من أن أموال الإغاثة المخصصة لليمن توشك على النفاد، بالتزامن مع غزو محتمل لجائحة كورونا للبلد المنهك. وقال مارتن غريفيث ، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن ، لمجلس الأمن في مؤتمر صحفي عبر الفيديو عُرض على موقع الأممالمتحدة على الإنترنت: "لا يمكن لليمن أن تصمد أمام جبهتين في نفس الوقت: الحرب وجائحة كورونا". وأبلغ مارك لوكوك ، منسق الإغاثة الإنسانية بالأممالمتحدة ، المجلس أن 31 من برامجها ال 41 التي تساعد 30 مليون شخص في اليمن قد تتعرض للإغلاق في غضون أسابيع قليلة بسبب نقص الأموال. وتحدث المسؤولون بعد أسبوع من إعلان تحالف بقيادة السعودية يقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن منذ عام 2015 عن وقف الهجمات العسكرية لمدة أسبوعين. وقال السعوديون إنهم يأملون أن تؤدي فترة التوقف هذه إلى هدنة ومحادثات سلام وأن تشكل فرصة لمنع الفيروس التاجي من إنهاك اليمن، أفقر دولة في العالم العربي. وقال محللون سياسيون إن السعوديين اعتبروا الوباء فرصة لوقف حرب أصبحت بمثابة مستنقع. لكن الحوثيين ، المدعومين من إيران ، أظهروا قدراً قليلاً من النية لوقف الحرب، بالرغم من ادعاءاتهم المستمرة بأنهم يسعون للسلام. وقال غريفيث لمجلس الأمن إنه ناقش مع كل طرف مسودة اتفاق حول أول وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني ، بالإضافة إلى الإجراءات الإنسانية المستجدة وضرورة "استئناف العملية السياسية" بشكل عاجل لإنهاء الصراع. وقال "نتوقع منهم الاتفاق على هذه البنود واعتمادها رسميا في المستقبل القريب". ومع ذلك ، قال كل من غريفيث ولوكوك، إن العديد من مناطق البلاد ما زالت متوترة بسبب العمليات العسكرية الهجومية ، بعد أيام قليلة فقط من إعلان اليمن عن أول حالة مؤكدة مصابة بفيروس كورونا. وقد رسم مارك لوكوك صورة قاتمة لليمن ، مشيراً إلى انهيار النظام الصحي بشكل أساسي ، ووقوع ملايين اليمنيين ضمن دائرة الفقر والجوع الشديد ، بالتزامن مع انتعاشة لبعض الأوبئة الفتاكة مثل الكوليرا والدفتيريا بشكل دوري كنتيجة مباشرة للحرب. وقال إن خبراء الأمراض المعدية حذروا من مخاطر وصول كورونا لليمن، حيث أكدوا أنه "يمكن أن ينتشر بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع وبنتائج كارثية أكثر بكثير من البلدان الأخرى التي تعرضت للجائحة". علاوة على ذلك ، قال لوكوك ، إن المساهمات والتعهدات الدولية للإغاثة الإنسانية المخصصة لليمن هذا العام تقل عن ثلث إجمالي المليارين ونصف مليار دولار التي ساهمت بها الدول في مثل هذا الوقت من العام الماضي. وقال أيضا إن انهيار أسعار النفط العالمية ، وهو مصدر مهم لإيرادات الحكومة اليمنية ، هدد بتخفيض قيمة العملة اليمنية( الريال) بشدة ، وأن التحويلات المالية من اليمنيين المغتربين قد تنخفض بنسبة تصل إلى 70 في المائة في الأشهر المقبلة. ويرسل اليمنيون في الخارج أكثر من 3 مليارات دولار إلى الوطن كل عام لمساعدة أسرهم.
