رفضت حكومة الوفاق الليبية ما ورد في تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول الوضع في ليبيا، قائلة إنها ترفض "محاولات الوصاية". ونشر المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، السبت، هذه التصريحات على لسان عضو المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق ووزير التعليم، محمد عمَاري زايد. وقال زايد: "نرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي ونعتبره استمرارًا في الحرب على الشعب الليبي والتدخل في شؤونه، وتهديدًا خطيرًا للأمن القومي الليبي ولشمال إفريقيا وانتهاكا صارخًا للأعراف والمواثيق الدولية". وأضاف عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق: "نرفض بشكل قاطع ما تم إعلانه عن عزم مصر إنشاء وتجهيز ميلشيات وعصابات مسلحة لمحاربة الحكومة الشرعية في ليبيا، ونعتبره تهديدًا للسلم الأهلي والدولي، وتكرارًا لأساليب التمرد الذي تم دحره عسكريًا". وتابع عمَاري زايد: "ليبيا دولة ذات سيادة لها حكومة شرعية هي حكومة الوفاق الوطني، ولن يكون لأي طرف أجنبي سلطة على شعبها ومواردها ومقدراتها، أو ينال من وحدتها واستقلالها". وأكد عمَاري زايد أنه "لا خطوط حمراء داخل حدودنا وأراضينا ونرفض أي محاولات لتقسيم الشعب الليبي والجغرافيا الليبية، ولنا كامل الحق في بسط سيادة الدولة على كل التراب الليبي وإنهاء حالة التمرد على السلطة الشرعية". وذكر مسؤول حكومة الوفاق أن "علاقات ليبيا مع كل الدول تقوم على الندية والشراكة والاحترام المتبادل ونحن من نحدد مصلحة ليبيا وشعبها السياسية والاقتصادية والأمنية، ونرفض رفضًا قاطعا كل محاولات الوصاية"، على حد تعبيره. فيما وجه ياسين اقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء السبت، رسالة لمن "يهدد بغزو ليبيا ليل نهار" قائلا إن هناك حكومة معترف بها عربيا ودوليا أعلنت مرارا رفضها التدخل العسكري المصري. جاء ذلك في سلسلة تغريدات لأقطاي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: "لماذا يهددون باستخدام القوة كل يوم وليلة؟ هل نسي هؤلاء أنهم ساعدوا وأيدوا حفتر الجنرال المنقلب في ليبيا على مدار أكثر من خمسة أعوام والنتيجة يعرفها العالم!". وتابع قائلا: "المثير للدهشة والعجب أن بعضهم لا يزال يبحث عن ذريعة لغزو ليبيا... والسؤال هو هل إذا تم غزوها ستحل مشاكلك الداخلية والخارجية؟ أم ستزيد الأوضاع سوءً؟". وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد قال إن الحل السياسي هو الأفضل للأزمة في ليبيا، بينما رأى أن الجنرال خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا المعروفة باسم "الجيش الوطني الليبي"، يجب ألا يكون دور في مستقبل البلاد، على حد قوله. ويذكر أن هذه التعليقات التركية تأتي عقب تصريح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن تجاوز مدينة سرت الليبية وقاعدة الجفرة الجوية الخاضعتين لسيطرة لقوات الجنرال حفتر تعتبر بمثابة "خط أحمر"، داعيًا إلى وقف إطلاق النار عند هذا الخط، تمهيدًا للدخول في مفاوضات بين طرفي الأزمة، مؤكدا أن أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، حسب قوله.