استبعد الكثير من المتابعين ما أعلنت عنه ميليشيا الحوثي بخصوص حادثة اغتيال وزير الشباب في حكومتها حسن زيد. وقد ألصقت ميليشيا الحوثي تهمة اغتيال وزيرها للتحالف العربي وحملته المسؤولية الكاملة حيث قالت وزارة الداخلية الحوثية أن "خلايا تابعة للتحالف" من نفذت العملية. واستغرب ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الاعلان حيث يستحيل تنفيذ عملية كهذه وسط تشديدات أمنية تشهدها العاصمة صنعاء من قبل الميليشيا. وقد وجه مراقبون أصابع الاتهمام إلى ميليشيا الحوثي نفسها حيث اعتبرت هذه العملية كتصفية حسابات بين أجنحة الميليشيا المتصارعة. كما أشار أخرون إلى الخبير العسكري "السفير الايراني الجديد" حسن ايرلو والذي أرسلته إيران كحاكم فعلي لصنعاء مع وجود كثير من الخلافات بين قيادات الميليشيا. ويعتبر القيادي حسن زيد، أحد القيادات الميدانية المؤثرة لجماعة الحوثيين، في المجتمع المدني والمنظمات والأحزاب، من منطلق خبرته السياسية والحزبية على مدى 30 سنة منذ تأسيسه لحزب الحق، على عكس معظم القيادات الحوثية، القادمة من قرى محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة. كما يعدّ زيد، أحد القيادات المتفتحة لدى مليشيات الحوثيين، باعتباره واحدًا من أهم القيادات الداعية للحوار، بحكم علاقاته مع عديد من الأطراف اليمنية والخليجية، وهذا ما يعزز من فرضية أن عملية اغتياله تهدف إلى اغتيال أي فرصة حوار وسلام. ولا يستبعد بعض اليمنيين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تكون عملية اغتياله مرتبطة بخلية الاغتيالات التابعة للحرس الثوري الإيراني، خاصة أن مثل هذه العمليات في صفوف القيادات الحوثية، لا تستهدف إلا القيادات والشخصيات المنفتحة على الحوار، أمثال أحمد شرف الدين، المغتال في 2014، ومحمد المتوكل، في 2014، وعبدالكريم الخيواني، في 2015.