وقف ثابتاً باقدامه الحافية ورفع يده وعظم بالتحية العسكرية وهو يلقي النظره الاخيره أثناء إدخال جثمان أبيه الشهيد إلى اللحد وفي صدره يلصق صورته. قرر هذا الطفل أن تكون مراسيم توديعه لأبيه شهيد الوطن الجمهوري بالطريقة العسكرية، وكأن الطفل يقول لقد تركتموه، وهأنا سأودعه عسكرياً بمفردي، ولم يهن عليه أن يقبر أباه الشهيد دون وجود من يرفع يديه رسمياً لتحية الشهيد عسكرياً كأقل واجب نظير ما قدمه البطل لأجل اليمن. لقد خلد الشهيد صدام مجاهد الحاج نفسه مرتين، الأولى حينما وهب روحه لأجل الوطن، والثانية عندما غرس حب اليمن والولاء الوطني وتعظيم فدائيي الوطن في قلب نجله.. لعمري بأن الصورة بقدر ما أحزنتني وقطعت قلبي فإنها زرعت في نفسي الرهبة والدهشة، من تصرف هذا الطفل الجمهوري، الذي تصرف بقلب ألف فارس وعملاق يحيي عملاقاً رغم المصاب الاليم. الرحمة والخلود لكل شهداء اليمن الأبطال.