عمليات عسكرية متواصلة تنفذها قوات الجيش في محور تعز، لاستكمال تحرير المحافظة، من قبضة مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، وكسر الحصار التي تفرضه الأخيرة على المحافظة منذ أكثر من 6 سنوات. وتمكنت قوات الجيش خلال العملية العسكرية، من فتح الحصار جزئياً عن المدينة، وحققت تقدمات نوعية غيرت من خارطة السيطرة على الأرض، وفقا لما أكده ناطق القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي. واستقبل المواطنون قوات الجيش في المناطق المحررة بالمحافظة، بحفاوة كبيرة، معبرين عن سعادتهم الغامرة لانعتاقهم من قبضة المليشيا، التي مارست بحقهم انتهاكات جسيمة، وأذاقتهم المر لسنوات، مؤكدين اصطفافهم خلف أبطال الجيش، حتى استكمال تحرير المحافظة. عبدالله أحمد مواطن من أبناء محافظة تعز، يقول؛"إن الحصار الحوثي على مدينتنا، مثّل لنا كابوسا طويلا، وسبب لنا مشاكل كبيرة في التنقل داخل المحافظة، وخارجها وباعد المسافات بين مديريات المحافظة". ويواصل عبدالله حديثه " كنا قبل الحرب الحوثية نصل إلى وسط المدينة في أقل من ساعة، ولكن ومنذ أن بدأ هذا الحصار الظالم يستغرق وصلونا إلى المنطقة ذاتها أكثر من 6 ساعات من السفر والمكابدة". ويعوّل عبدالله على أبطال الجيش في كسر هذا الحصار، قائلا " أبطال الجيش المغاوير هم أملنا الوحيد بعد الله، لفك هذا الحصار، ونعول عليهم كثيرا بوضع حد لهذه المأساة التي نعيشها ويخلصونا من هذا الكابوس الذي نعيشه.. وهم أهل لذلك". وتسبب الحصار المفروض على محافظة تعز من قبل المليشيا الحوثية، في معاناة كبيرة للمواطنين، وأعاق تحركاتهم، الأمر الذي تسبب في انعدام السلع الغذائية والأدوية، وتردي خدمات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية. ووصف تقرير سابق لفريق الخبراء الدوليين البارزين التابع لمجلس حقوق الإنسان إن حصار المليشيا الحوثية المستمر لمدينة تعز "عقاباً جماعياً وانتهاكاً متعدد الأوجه لحقوق الإنسان والقوانين الدولية والإنسانية". وأوضح التقرير الذي تم عرضه خلال الدورة ال42 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن المليشيا لم تكتف بالحصار كأسلوب وحيد لإخضاع المحافظة، بل أنها فرضت قيودا على العمل الإنساني والإغاثي، وأعاقت دخول المساعدات إلى المحافظة ووصل بها الأمر إلى حد الاستيلاء عليها. أمام كل هذه المعاناة الكبيرة للمواطنين في محافظة تعز، أخذ أبطال الجيش، على عاتقهم كسر هذا الحصار المطبق، وإنهاء المعاناة، التي وصلت حد لم يعد بمقدور المواطن تحملها. في هذا السياق يؤكد نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العقيد عبدالباسط البحر، أن القضاء على التمردات التي تنفذها المليشيات والعصابات المسلحة، وبسط نفوذ الدولة على كل شبر في الوطن، يعد من أهم واجبات الجيش، الوطنية والدستورية. ويضيف العقيد البحر: مليشيا الحوثي جماعة امامية عنصرية تدعي الحق الإلهي في الحكم، وأمعنت في انتهاكاتها بحق المواطنين، وقتلت الأبرياء، ونهبت الأموال، وفجرت المنازل، وحاصرت المدن وغيرها من الجرائم، الأمر الذي يحتم على الجيش القيام بواجبه والقضاء على هذه المليشيا الإرهابية". ويوضح العقيد البحر أن من أهم أهداف العملية العسكرية الأخيرة لقوات الجيش في المحافظة، هو كسر الحصار وفتح منافذ العبور التي ستستهل حركة المواطنين، وتسمح بدخول المواد الغذائية والأدوية من وإلى المدينة.. مؤكدا أن قوات الجيش تمكنت من كسر الحصار جزئيا عن محافظة تعز، وذلك من خلال فتحها للمنفذ الغربي للمدينة، مشددا على أن العملية ستستكمل فتح بقية المنافذ تباعا. ويختتم نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز حديثه بالقول؛"العملية العسكرية وما صاحبها من اصطفاف وطني كبير خلف قوات الجيش فاجأت المليشيا الحوثية وأدت إلى انهيار صفوفها بشكل متسارع، وحدوث انقسامات كبيرة في صفوفها، وخصوصا والجيش يفتح كل يوم جبهات جديدة في المحافظة، لتضيق الخناق على العدو وحشره في زوايا ضيقة تمهيدا للتخلص منه بشكل نهائي. (سبتمبر نت)
