قبل أيام قليلة، نُشر ماقيل أنها مبادرة بخصوص مارب مقدمه من الحوثيين إلى الوسيط العماني، وفوقها تاكيدات مسووليهم بأنهم يرحبون بالجهود العمانية واستمراريتها في هذا الصدد ، وبغض النظر عن فحوى المبادرة وبنودها التسعة والموقف ازائها، فان خلوها من شرطين ضرورين لأي مبادرة من هذا القبيل، قد نفى عنها صفة مبادرة، وفي ذات الوقت ابان خباياها ولواياها : الأول: خلوها من أهم الاسس العملية المصدقة لها، أي من بند (وقف إطلاق النار ،مع مايتطلبه ذلك من إجراءات وتدابير مراقبة وسريان). الثاني: عدم ذكر الطرف الاخر الموجهة إليه. وبالنظر الى البند الأول الوارد فيها : (ينص على تشكيل إدارة مشتركة لإدارة مارب لا تستثني احد ...) فبقدر تضمينه بعض دلالات انهم أصحاب كلمة علياء في ثنائية مارب، بقدر ما ربط تحققه على الواقع، بموسم (جزاز الظباء كما يقال)، إذ انهم وغيرهم يدركون أن بحث ماقيل انها ادارة ناهيكم عن وجودها، فيما الحرب مستمرة على مارب من قبل المبادرين، أمر مرفوض شكلا ومضمونا، ليس هذا وحسب بل ولايمكن النظر في أي أفكار أو مبادرات محلية أو دولية بهذا الصدد قبل اسكات المدافع . وفيما يخص القضية الأخرى، فان غياب ذكر الطرف المحلي الاخر- على افتراض أن المبادرة خاصة بمارب- يدل بأن المبادرة موجه للخارج، أي للعمانيين ومن ورائهم ، الأمر الذي يعني بان ماقُدم لايعدو كونه تصور الحوثيون لوضع مارب في مرحلة لاحقة، كالتزامات لاطراف خارجية ، مفادها هذا ما سنعمل عليه في مارب، بعد سيطرتنا عليها .. ؟ غير أن الفترة الزمنية الطويلة نسبيا بين مانشروه على أنها مبادرة وبين تسليمها للعمانيين اثناء زيارتهم الى صنعاء في يونيو الماضي يعني فيما يعنيه اعتراف -وإن باسلوب مبطن- بالفشل في تنفيذ ماوعدوا به بخصوص سيطرتهم على مارب وصعوبة تحقيقه، وقد غدى في حكم الاستحالة واقعيا ، لذلك فان الكشف عنها اليوم لايعدو كونه محاولة لتخفيف الحرج عليهم من جهة وعنوانا مغايرا لحاجتهم الى مزيد وقت، من جهة أخرى، وهم هذه المرة كما كانوا يعولون على دولة عمان الشقيقة ومساعيها الحميدة لاقناع الفاعلين الدوليين، بمنح فرص إضافية، علهم يحققون سيطرتهم الموهومة على مارب- أشرنا قبل أيام إلى جهود مبذولة على أكثر من صعيد عمانيةوايرانية لتسويق فكرة السيطرة على مارب كخطوة لابد منها لايجاد تسوية للصراع يمنيا من جهة وإجراء ضروري لحلحلة الملفات الاقليمية بما في ذلك مايتصل بملف ايران النووي. الخلاصة: إذا تم جزاز الظباء في موسمه فلكم انتظار الكثير مما لا ينتظر ..!