طالبان هي مكون اجتماعي ومحافظ وجزء أساسي من الشعب وليس للشعب عداء معها ولها أهداف قُطرية تقتصر على الاراضي الافغانية، على عكس القاعدة. وهذا معروف لمن يفهم منطلقات الجماعتين. من أسباب تحييدها عن السلطة وعزلها عن المجتمع يعود إلى مطلع التسعينيات، أي بعد هزيمة الاتحاد السوفياتي، بعد أن طلبت أمريكا من طالبان إخراج ما كان يُطلق عليهم "الافغان العرب"، أو الجهاديين العرب، من بينهم أسامه بن لادن وأنصاره. رفضت طالبان هذا الطلب باعتبار أن هؤلاء ضيوف قاتلوا إلى جانبهم لتحرير بلادهم، فدخلت في حرب مفتوحه علنية مع أمريكا وعملائها عقب 11 سبتمبر 2001م. بعد مقتل بن لادن في 2011م وتلاشي حضور القاعدة في افغانستان وصمود طالبان 20 عاماً وجدت أمريكا أن بقائها في افغانستان لم يعد ما يشجع على البقاء نتجية للآتي: 1-صمود طالبان. 2-تلاشي القاعدة ولم يعد تشكل أي خطر في افغانستان. 3- فساد السلطة بقيادة الرئيس الافغاني وانفصامه عن الشعب. 4-عوامل أمريكية تتعلق باستراتيجيتها في تقليص حضورها في الشرق الاوسط والمنطقة الاسيوية والتي بدأها اوباما في 2009م بخروجه من العراق. ستحكم الان طالبان افغانستان بالتشارك مع القوى السياسية الأخرى كما تقول هي، بعد تنفيذ الشروط التي طرحتها: 1-إطلاق سراح المعتقلين السياسيين التابعين لطالبان. 2-إخراج القوات الاجنبية من افغانستان. 3-إقامة دولة عادلة مرتبطة بهوية الشعب الاسلامية.