في زيارة تاريخية له إلى المغرب فوجئ الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران بموقف محرج تسبب فيه صحفي فرنسي شهير كان صديقاً مقرباً من الملك الراحل الحسن الثاني. على ما يبدو أن هذا الصحفي تناول من الخمر ما يزيد على قدرته للحفاظ على توازنه. وخلال مأدبة العشاء التي أقامها الحسن على شرف ضيفه الفرنسي الرفيع فوجئ الكل بتدخل ذلك الصحفي ومقاطعته نقاشاً كان يدور حينذاك ، وتوجه بالحديث مباشرة إلى ميتران قائلاً :"ألا تشعر بالخجل من أن يتحدث ملك المغرب العربي اللغة الفرنسية أفضل منك ، أنت رئيس فرنسا". لم يتأخر رد ميتران طويلاً ، بل أجاب فوراً على مواطنه الوقح بما يلي: " هذا الرجل ملك وإبن ملك ، تربى وتعلم في قصور ، بينما كان ميتران جندياً في أحد المعسكرات ، وبالكاد يتعلم". وهنا تدخل الملك الحسن مخاطباً ميتران :"لا تنس فخامة الرئيس أنني وصلت إلى المُلك بالوراثة ، بينما أنت تربعت على عرش أهم جمهورية في التاريخ بالكفاءة ، ومن خلال صندوق الانتخاب". وبهذا تم احتواء أخطر أزمة ديبلوماسية خلال دقائق. لكن الأمر لم يكن كذلك خلال عهد خلفه الرئيس الأسبق نيكولاس ساركوزي. في إحدى المرات كان ينعقد مؤتمر عام لحزب العمال البريطاني الحاكم في مدينة شمال غرب البلاد. جيئ بصندوق خشبي ليقف عليه وزير قصير عند وقوفه أمام الميكرفون لالقاء خطابه. وعندما جاء سياسي آخر للتحدث أمام المؤتمر ، لم يكن يعرف ماحدث ، واستغرب لوضع صندوق ليقف عليه وهو الرجل الفارع الطول ، فقام بركض الصندوق ، متسائلاً :" هل يعتقدون أنني ساركوزي؟". المحرج في الأمر أن مكبر الصوت كان لا يزال مفتوحاً على الملأ ، وفي مؤتمرٍ سياسي عام ، وكانت فرنسا ، البلد الجار تتابعه بعناية. بالطبع تسبب الأمر في أزمة لم يكن بوسع لندن الاعتذار لباريس عن (مزحة) لأحد ساستها ، ولكن لم تستطع باريس أن تتجاوز الأمر.