أدركت سنغافورة ، وهي الجزيرة المتواضعة أرضاً وسكاناً مالذي يجعلها تحتل مكاناً على الخريطة ، لم تخطط لتجويع شعبها لعقودٍ طويلة لبناء مفاعل ذري ، بل ذهبت إلى تجويد التعليم ، وإرسال النابهين من أبنائها للدراسة في أفضل جامعات العالم. أنظروا اليوم إلى سنغافوره بعين بصيرة ، وتأملوا بعقلٍ نابه أين سنغافوره وأين العالم العربي. سنغافورة طورت نفسها ولم تعرض كرامتها للبيع والشراء في مزادات السياسة ، قالت لمن يريد التصالح والمصالح : "تفضل ، أنا هنا". لم تفتح سنغافورة أسواقها لغسيل الأموال المحرمة ، ولا للدعارة المجرمة ، فتحت حدودها وأجواءها بشروطٍ نظيفة ، وبالتالي أصبحت سنغافورة ، أجمل بلد ، أهم بلاد في بلد مجال فيه المال نظيف ، والأعمال مضمونة الربح ، وأصبحت سنغافورة سنغافورة. لم أزر سنغافورة ، ولكن أزعم أن هذه مجرد قراءة طويلة وعميقة عن بعد!