تختلف مستويات البشر باختلاف ما يحملونه من قيم في المجتمعات القيمية ، وباختلاف ما يحملونه من قضايا في الأمم العظيمة ، وباختلاف ما يمتلكونه من أموال في المجتمعات المادية ، وباختلاف ما يحملونه من جينات وراثية في المجتمعات العنصرية ، وباختلاف ما يبرزونه من مظاهر في المجتمعات التافهة. ويتميز - سلبا - صنف من الناس عن غيرهم بتبعيتهم لأمم أخرى مختلفة في مستوياتها الحضارية فينسحب - الفخر الوهمي - على أتباعهم من المرتزقة الذين يفخرون بأنهم أدوات لأمة يرونها عظيمة بخلاف غيرهم من التابعين لأمم أقل عظمة أو أدنى منزلة حضارية. وحينها يغدو التنافس الرخيص سمة لهؤلاء المرتزقة عن أولئك. والحقيقة أن مرتزقة الإمامة من اليمنيين إنما يمثلون الحلقة الأخيرة في سلسلة الارتزاق كون أسيادهم من السلالة مرتزقة لغيرهم خلف الحدود لتتشكل خلطة عجيبة من الارتزاق المؤطر في دوائر حلزونية تحدد أسعارا متفاوتة الرخص لمرتزقة عن سواهم. وحين يكون المشروع بأدواته مستخدما لمصلحة مشروع أكبر منه فذاك عنوان للارتزاق المنظم الذي يمثله المشروع الإمامي في اليمن نحو المشروع الفارسي المهيمن عليه والذي يتعامل معه على أساس استراتيجية حرث الأرض لاستعادة الأمجاد الفارسية في السيطرة على الجزيرة العربية وما حولها. إن الحقيقة التي استعصت على اللّبس تشيء بأن الإماميين في اليمن أضحوا أداة ارتزاق رخيصة لمشروع الملالي الذي أرسل موفده إلى اليمن لرسم الخطط والإشراف على تنفيذها وفقا لمصلحة دولته الفارسية ، وها هو اليوم يغادر أرض اليمن منكسرا بعد أن تدخّل الوسطاء لإخراجه مذءوماً مدحوراً بعد أن تناوشت مشروعه أسود الجمهورية على أطراف مأرب التي تعهد بالإفطار من تمرها قبل ما يقرب من عام فإذا به يعود وقد انفطر قلبه من طول الانتظار لمرتزقته السلاليين على أمل أن يُحدثوا نصرا تتوق إليه أفئدة الغزاة الإيرانيين والذين طالما تحطمت أحلامهم على أسوار مأرب ، وتبخرت آمالهم تحت لظى نيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. إن رمي مرتزقة طهران داءهم على غيرهم لم يكن مقنعا لشعب رأى الارتزاق في أبهى صوره في مشروع الإمامة الذي يثبت كل يوم تبعيته الرخيصة لمشروع الملالي في طهران ، ولم يعد بإمكانه المغالطة إذ أن الحقيقة تتجلى حتى في الظلام الذي يشق غياهبه لهب ووميض بنادق الأبطال من شجعان الجيش الوطني والمقاومة والذين تكفلوا بإزالة الغبش عن المفاهيم بقدر تكفّلهم بإزالة الرجس الإمامي الفارسي عن كل شبر من أرض اليمن الحبيب. - صحيفة 26 سبتمبر