بعد قيام اليوتيوبر الكويتي " أبو فلة " بحملة تبرعات لصالح النازحين في المخيمات جمع خلالها 11 مليون دولار اعترفت الأممالمتحدة بأنها ستأخذ نصف المبلغ لكي تصل إلى تلك العائلات بينما ستذهب 20% أجور نقل وتخزين و10% أجور للمنظمات المحلية المنفذة للحملة أي أن ما سيصل للفقراء والمحتاجين هو فقط 20% من هذه التبرعات فقط لا غير .! وبناء على هذا الاعتراف فإن أبو فلة وأمثاله إن أحسنا بهم الظن ما هم إلا شقاة مع الأممالمتحدة يجمعون لها التبرعات والأموال لتقوم الأممالمتحدة بأخذ النصيب الأكبر منها فهذه المنظمة المشبوهة تنظر للكوارث والأزمات التي يتعرض لها أبناء سورياواليمن وغيرها باعتبارها مصدر دخل مهول لجيوش من موظفيها وطواقمها . سيقول البعض : كثر خيرهم أنهم يقدمون مثل هذه المبادرات وهنا نسأل : لماذا يحرصون على تقديمها عبر الأممالمتحدة التي يعلمون أنها لا توصل للمحتاجين إلا الفتات ؟! هناك الكثير من المنظمات والجهات الإنسانية ، جهات خيرية كويتية وتركية توصل المساعدات ولا تأخذ منها شيئا فلماذا لا يقومون بهذه المبادرات عبرها ؟!! لماذا الإصرار على أن تكون عبر الأممالمتحدة التي تسرق الكحل من العين ؟! تساؤلات ربما تجعلنا ندرك ان ثمة وراء الأكمة ما وراءها وأن دموع أبو فلة وأمثاله ليست لوجه الله . وليست الإشكالية في عجز السلطات المحلية في هذه الدول والمناطق عن إيجاد آلية لتوزيع هذه المساعدات للمواطنين دون المرور بالأممالمتحدة فحتى لو وجدت هذه الآلية فلن توافق الأممالمتحدة عليها لأنها ضد أهداف الأممالمتحدة التي تنهب 60 % من المساعدات والمليارات التي تجمعها للمنكوبين والمحتاجين أي أنها تتسول بالنكبات التي تتعرض لها هذه الدول وتتاجر بمعاناة النازحين والمحتاجين وإذا لم توجد نكبات وكوارث فإنها لا تكتفي بالمساهمة بصناعة هذه الأزمات والنكبات لكي تتسول بها وتنهب باسمها بل تعمل على استثمار هذه النكبات والأزمات والكوارث لإطالة أمدها لأطول وقت ممكن ثم تقوم بتنفيذ الأجندة التخريبية للدول الكبرى في هذه الدول . للأسف هذه المليارات التي تجمع باسم الفقراء والمحتاجين في اليمنوسوريا لا يصل لليمنيين والسوريين منها إلا الفتات في ظل غياب أية آلية وطنية للرقابة والمحاسبة على الأممالمتحدة وغياب أية شفافية في برامج الأممالمتحدة المخصصة للمحتاجين فلا أحد يسألها أو يتساءل : أين تذهب تلك المليارات المخصصة لدعم المحتاجين ؟! * دور الأممالمتحدة في دعم الحوثيين لو ركزنا الحديث حول الدور الأممي التخريبي في اليمن وعدنا إلى ماقبل اندلاع الحرب في اليمن وقبل وضع اليمن تحت الوصاية الأممية والدور الأممي في اليمن قبل فرض الوصاية الأممية ووضع اليمن تحت البند السابع وبعد حدوث هذا التطور سنجد أن الأممالمتحدة ومكتبها في اليمن قامت بدور كبير في التهيئة للحرب والتمهيد لها ودعم وتسويق الحوثيين سياسيا وعسكريا ، هذا الدعم جاء في إطار سياسة " رعاية وتمكين الأقليات في الدول العربية " كون هذه الأقليات تمثل عامل عدم استقرار وتوتر وصراع طويل الأمد في هذه المجتمعات ، وذلك لأن الأكثرية المجتمعية لديها ممانعة ومقاومة لحكم هذه الأقلية التي تمثل بشكل أو بآخر استهدافا لثقافة وعقيدة مصالح الأكثرية اليمنية ، وبناء عليه فإن الدول الكبرى رأت أن هذا التمكين سيضمن لها اشعال الحرب وإطالة أمد الصراع في هذه الدول والمجتمعات لعقود قادمة وهو ما سيخلق فرص ومصالح كبيرة لهذه الدول . لقد قامت الأممالمتحدة بدعم الحوثيين من خلال الضغوط التي مارستها على السلطات في صنعاء لمنع أي تحرك عسكري ضدهم رغم تحركهم العسكري ضد الجيش وضد أبناء دماج في صعدة وتوسعهم بقوة السلاح .! الدور الأممي في اليمن ظل منحازا للحوثيين سواء عبر المبعوث الأممي في اليمن وقبله عبر بعثتها في صنعاء وبعد ذلك عبر " مؤتمر الحوار الوطني " بصنعاء حيث مارست الأممالمتحدة والسفارات الأجنبية ضغوطا كبيرة لفرض 30 مقعدا للحوثيين في المؤتمر حيث تم تسويقهم كطرف سياسي وصاحب قضية عادلة بينما كانوا في الوقت نفسه يتوسعون بقوة السلاح ويهاجمون الجيش اليمني ويسقطون المناطق منطقة تلو أخرى .! ولم تكتف الأممالمتحدة بهذا بل فرضت على السلطات اليمنية الاعتذار للحوثيين باسم الاعتذار لصعدة فكرست المظلومية للحوثيين وبأنهم تعرضوا لظلم والسحل من قبل السلطات اليمنية ويجب دعمهم وتعويضهم . كما تغاضت الأممالمتحدة وبعثتها ومندوبها عن كل الممارسات التي قامت بها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في المناطق التي سيطرت عليها وما قامت به من تفجير وسحل وتنكيل بخصومها ومخالفيها ولم تتحدث ولو بكلمة عن كل هذه الممارسات والانتهاكات بل كانت تصدر البيان تلو البيان الذي يؤكد ان جماعة الحوثي قوة فتية تحارب الإرهاب والتطرف والقوى التقليدية ويجب دعمها وتسهيل مهامها لكي تتمكن من القضاء على القوى التقليدية في اليمن ولكي تحارب الإرهاب والتطرف .! من يراجع بيانات الأممالمتحدة عن الوضع في اليمن خلال تلك الفترة يجدها تتجنب ذكر المعارك بين الجيش اليمني والحوثيين وتصفها بأنها مواجهات مع مجاميع قبلية مسلحة .! وبرأي الكثير من المتابعين فقد مارست الأممالمتحدة ومبعوثها إلى اليمن وطاقمه كله الكثير من الضغوط على السلطة وعلى مختلف الأطراف السياسية اليمنية بما يخدم جماعة الحوثي ويقوي موقفها ويعدعم جانبها . لقد أصدرت الأممالمتحدة العديد من البيانات والتقارير التي وصفت فيها الحوثيين بصفتهم جماعة مهمشة ولديها مظلومية تاريخية وخصوصية ثقافية وقد تعرضت للظلم والاضطهاد خلال الحروب الستة ، كما صورتهم بصفتهم حمائم السلام ويتعرضون للتصفية والإبادة وقدمت كل أدبياتها وبياناتها ومواقفها دعما للحوثيين حيث وقفت إلى جوارهم وعملت على تكريس نفوذهم وقوتهم على حساب الحكومة اليمنية .. وعندما قام الحوثيين باقتحام صنعاء بقوة السلاح وفرضوا على السلطة ما سمي حينها ب " اتفاق السلم والشراكة " وبقوة السلاح باركت الأممالمتحدة هذا الاتفاق وقالت بأنه يخدم عملية السلام في اليمن ويحقق العدالة ويلبي متطلبات الفترة الانتقالية ودعت إلى دعمه وتنفيذه . لقد ظلت الأممالمتحدة تدفع بالاوضاع باليمن لتمضي باتجاه الحرب الطويلة الأمد وتعمل على أن تستمر هذه الحرب لعقود قادمة ولأطول وقت ممكن حتى يستمر تدفق المليارات على جيوب موظفي الأممالمتحدة باسم مساعدات لليمنيين وحتى يتسنى لها تنفيذ مخططات الدول الكبرى وأجندتها التخريبية في اليمن وأبرزها : دعم المليشيا المسلحة ذات المشاريع الصغيرة وتقويتها لتظل عامل عرقلة لعودة الدولة اليمنية وسيادة اليمن ووحدته واستقراره وهذا الدعم السخي للمليشيا بكل ما تقوم به من ممارسات وما تصدره من عنصرية ومناطقية وطائفية وهو ما سيطيل أمد الصراع إلى عقود قادمة ، وهو أكبر هدف للدول الكبرى في اليمن فضلا عن اقرار دستور علماني وتمكين النخبة العلمانية والمنظمات النسوية والشبابية المشبوهة من موظفي المنظمات الخارجية وجواسيس السفارات الأجنبية ، للأسف هذه هي الحقيقة وإن أصدرت الأممالمتحدة البيانات والتصريحات وعقدت الجلسات ودعت إلى إيقاف الحرب في اليمن فهذا كله مجرد مسرحيات للاستهلاك الإعلامي ليس إلا . * دعم الفساد الأخلاقي في اليمن ولم تكتف الأممالمتحدة بنهب 60 % من المنح والمساعدات المقدمة لليمن بل تقوم بفرض أجندة الدول الكبرى والتدخل بما يحقق مصالح هذه الدول كما تقوم بتخصيص دعم سخي لمنظمات شبابية مشبوهة مرتبطة بها وبأهدافها وكذلك منظمات نسوية مرتبطة بالمنظمات النسوية الغربية المشبوهة والتي تعمل جاهدة على استهداف الأسرة والعفاف والنسل والحشمة ، هذا الدعم هو من المساعدات التي تقدم لليمن يتم اقتطاعه تحت بند دعم " منظمات المجتمع المدني " والتي تعمل على نخر المجتمع واستهدافه بقائمة من الأهداف التي هي ضد قيم المجتمع اليمني وثوابته وهويته ودينه ومصالحه .! فور تعيين أي مبعوث أممي إلى اليمن يبادر إلى الاجتماع بشلة النسويات في فندق بعمان بالأردن أو غيرها ليفتتح مسيرة بيع الأوهام والمغالطات الدبلوماسية والعمل على تحقيق اجندة الدول الكبرى في اليمن ، وقد يتساءل المتابع : ماذا هو الجهد الذي ستقوم بها هؤلاء النسويات المنبوذات في المجتمع اليمني واللواتي كل همهن الحصول على دعم لبرامج وورش تدريبية ممولة من السفارات الأجنبية والمنظمات النسوية المتطرفة على طريقة " من يدفع للزمار يختار اللحن " فما عسى هؤلاء أن يقدمن للسلام في اليمن ؟! ولكن هذا هو البرنامج المفروض على المبعوث الاممي أن يفتتح به عمله وهو : دعم النسويات وفي بعض الأحيان الشباب الذين تم اختيارهم بعناية من الذين يتماهون مع أجندة السفارات الأجنبية والمنظمات المشبوهة ويحققون أهدافها ؟!! الأممالمتحدة تعد قيادات نسائية وشبابية لليمن وتعمل لهم دورات في عمان وبيروت وعواصم أوربية وأنشطة وسفريات بالدولار وهؤلاء تريدهم الأممالمتحدة قيادات لليمن الجديد وستسعى لفرضهم باسم الكوتا النسائية والكوتا الشبابية وباسم مشاركة الشباب والمرأة في السطلة وهؤلاء يلتقون بالمبعوث الأممي إلى اليمن ويناقشون معه واقع اليمن ويتلقون بالسفراء وبالمسؤولين ويتنقلون بين العواصم ويقيمون في فنادق فخمة والشعب يموت جوعا وفقرا ومرضا فهؤلاء تريدهم الأممالمتحدة أحرار ومتساوون وقادة لليمن الجديد ؟! ..وهل ننسى ترويج الأممالمتحدة عبر صفحتها الرسمية في اليمن للشذوذ الجنسي ورفعها لعلم المثليين والترويج للفواحش باسم الحرية وما خفي كان أعظم ؟!! وكذلك البيانات التي تصدرها منظمات نسوية مشبوهة تطالب بها الأممالمتحدة بفرض اتفاقية السيداو ومقررات مؤتمر بكين والتي تصادم الشريعة الإسلامية وتبيح الشذوذ الجنسي والزنا والفواحش بكل ألوانها ، كما تركز كل جهودها لإنهاء رعاية الأب والأسرة على الفتاة تحت لافتة " محاربة وصاية المجتمع الذكوري على المرأة " ولافتة " مكافحة العنف ضد المرأة " وهي لافتة مطاطة يتم فيها بث الأفكار الهدامة والترويج للاختلاط والتحريض ضد الرجل وضد مؤسسة الزواج وتشجيع الزنا وتسويقه وتسهيله ومحاربة الانجاب باسم " الصحة الانجابية " والتشجيع على الإجهاض وقتل الأرحام والسفر بدون محرم وأن تعيش الفتاة مع من تريد وكل هذا باسم الحرية ؟!! * الحقيقة المؤلمة عن الدور الأممي التخريبي والحقيقة المؤلمة أن الأممالمتحدة ومنظماتها والمنظمات النسوية المشبوهة تجد في وضع اليمن خلال هذه الفترة بيئة خصبة لنشر أجندتها التخريبية والترويج للشذوذ وحقوق المثليين وغيرها وسوف تسعى للضغط على السلطات اليمنية لكي لا تجرم الزنا والشذوذ والمثلية وإنما لكي توقع على اتفاقيات السيداو ومقررات مؤتمر بكين وغيرها ولكي تقبل بكل الكوارث الأخلاقية تحت لافتة الحرية ومنح المرأة والشباب حقوقهم وستتدخل الأممالمتحدة لحماية ما تسمى ب " الفئات الضعيفة الأكثر هشاشة " .! هناك في الواقع اليمني اليوم المئات من المنظمات النسوية والشبابية المشبوهة وكل هذه المؤسسات والمنظمات تستهدف الهوية الوطنية اليمنية والشريعة الإسلامية عبر برامجها المشبوهة وتجند المئات من الشباب والشابات وبرواتب ومكافآت كبيرة وبالمقابل لا توجد للأسف منظمة أو مؤسسة إعلامية ترصد مثل هذا الاستهداف الخطير وتكشف أهدافه وتحذر من تداعياته الكارثية . والمؤلم أن كل هذا التجريف للهوية اليمنية والاستهداف المنظم للأسرة وللمجتمع اليمني وحاضره ومستقبله يتم وسط صمت عجيب من النخبة ومن العلماء والدعاة وكأن شيئا لم يكن .!! يتبع...