وضع الحوثيون من قبل الحرب عيونهم على تعز وركزوا على تجنيد عناصر موالية في جميع مداخل المدينة ومع بداية الحرب عام 2015 كان الحوثيون يسيطرون على بير باشا والحوبان والصراري ولكن المقاومة منعتهم من خنق المدينة وأوجدت طريقا عبر جبل صبر استطاعت من خلاله إيصال الذخائر والأسلحة ولن ننسى عملية إيصال مدفع هوتزر إلى المدينة في عملية غير مسبوقة على اكتاف الرجال عبر جبل صبر. وبقيت عيون الحوثيين على خط الضباب التربة لقطع تعز عن عدن، فقطعته من الضباب واستطاعت المقاومة استعادته وكسرت كل محاولات الحوثيين للسيطرة في الضباب. حاول الحوثيون قطع طريق تعز من نجد قسيم واستطاعوا الوصول إلى النجد ولكن سرعان ما استعادت المقاومة نجد قسيم التي تعرض الحوثيون فيها إلى هزيمة منكرة. والمحاولة الأكثر جدية كانت قطع طريق تعزعدن من هيجة العبد ومن أجل ذلك التف الحوثيون من الوازعية غربا ولكن تم صدهم، وتقدموا من الأعبوس والأحكوم شرقا وأطلوا على هيجة العبد ولكن تم دحرهم وبقي شريان الحياة بين عدنوتعز مفتوحا ورغم وعورته إلا أنه ساهم في استمرار الحياة والمقاومة في مناطق تعز المحررة. لاحقا تم إضافة طريق إلى المخاء عبر الوازعية بعد تحرير الكدحة. كل ذلك تم بتضحيات الجيش الوطني والمقاومة في تعز والإسناد الجوي والمادي للتحالف. لجأ الحوثيون خلال تلك الفترة وحتى الآن لعملية ليس لها فائدة عسكرية ولا تؤثر في سير العمليات وإنما هي عملية إنتقامية من سكان المحافظة تمثلت في إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط تعز ببقية المناطق ويحول دون وصول المواطنين بشكل مباشر، لجأ المواطنون إلى طرق بديلة وطويلة كلفت الكثير وزهقت فيها أرواح المئات وضاعفت تكاليف النقل وغيره. لذلك كان يتوجب على الحوثيين ومنذ البداية عدم اللجوء إلى هذا الأسلوب الرخيص الذي أضر بالمدنين من تعز ومن المحافظات الأخرى الذي لديهم أعمال ومصالح في تعز. وبعد هذا كله والشهداء والجرحى والممتلكات التي دمرت يأتي من أعمى الله قلبه ويقول لماذا لا يكسر الجيش الحصار عن تعز؟!! الحصار عسكريا تم كسره والتعنت من الحوثي في إعاقة حركة المدنيين وحتى لو أزيح الحوثيين إلى القاعددة أو إلى إب أو سمارة سيستمر مضايقة المواطنين بالطرق البديلة من قبل الحوثيين. فالموضوع وما فيه يكمن في العقلية الحوثية التي ترى في ذلك مكسبا واشباعا للغريزة.
