حين يكرر أستاذ جامعي كبير بدرجة (منظّر) الوقوع في أخطاء إملائية فاحشة لا تليق بطالب الإعدادية فضلًا عن أستاذ جامعي مرموق كأن يكتب (منذ خمسون عام)، و(يحتظن)، و(إن لله وإن إليه راجعون)، وتقوم بمراجعته لتصويب الخطأ من خلال الماسنجر (الخاص) تأدبا وتقديرا، حتى لا تصوّب له أمام الجمهور فتحفظ له قدره وتلتزم اللباقة، لكنه كل مرة يتعالى على المراجعة وتأخذه العزة بالأثم والخطأ ويدعمم (يطنش) كأي مغرور صغير، فاعلم أنك أمام قامة افتراضية مغشوشة وعقلية انتهازية منهزمة لا تقدر المعرفة ولا تقبل تصويب ضعفها وتقويم أخطائها وأنها في المجمل صناعة الوهم، ممثلة الغرور، ومحشوة بالفراغ، وصناعة التسلق والمصادفة البحتة لا أقل ولا أكثر.. ورحم الله العلماء الحقيقيين الذين يقدرون حجية العلم ويخضعون للصواب ولا يستنكفون عن الاعتراف بالخطأ فيسارعون للتصويب وترميم ما قد يتفلت منهم بقصد أو بدون قصد.. فعلا، ثمة من صنعت منهم الأيديولوجيات والأحزاب والظروف أرقامًا كبيرة خادعة، وهم على الحقيقة صغار النفوس والأفق، ينتهبهم الهوى، وتسوقهم المصالح فقط، تكشفهم الموافق في أكثر من مناسبة، ليغدو مع التمحيص نمورا ورقية تكشف معادنهم أبسط الامتحانات.. اللهم اشفهم ولا تبلنا..