مقالات د.مصطفى بهران كما أسلفت، لست ضليعاً في فنون المستديرة ولا اتابعها بانتظام ما عدا كل اربع سنوات في المونديال وبين الحين والآخر لبعض اللقاءات المهمة، وبالتالي تكون ملاحظاتي التقنية متواضعة: 1- في اول تعليق عن المونديال توقعت أن الكأس سيكون لواحدة من اربع: البرازيل، المانيا، الارجنتين، فرنسا، وصدق التوقع ولكن خسرت مراهنتي على البرازيلوالمانيا فلم يصعدا الى النهائي وخسر رهاني على المانيا بالفوز! أكتب هذا ولم ينتهي لقاء البطولة فلا فرق عندي من يكسب سواء كانت فرنسا أو الارجنتين وهي تلعب افضل حتى هذه اللحظة بالرغم من التعادل (يعجبني إمبابيه)! 2- شجعت العرب وكندا وتمنيت أن تصل المغرب إلى مراحل متقدمة وهذا ما حدث فعلاً، فقد امتعنا الاشقاء المغاربة أيما امتاع وحققوا انجازاً عظيماً بالوصول إلى المربع الذهبي، في نفس الوقت الذي كان الاداء الكندي جيداً ويبشر بخير في المونديال القادم حيث ستكون كندا والولايات المتحدة والمكسيك معاً الدول المنظمة له. 4- أهم استنتاجات هذا المونديال الكروية في تقديري هو ما يحدث من تغير جوهري في الساحة الكروية العالمية حيث تتقدم فرق افريقية واسيوية والعرب بينها على حساب فرق قارتي اوروبا وامريكا للاتينية التقليدية، صحيح أن البطولة ما زالت إما أوروبية أو لاتينية ولكن بصعوبة شديدة تجعلنا نتنبأ بأن مستقبل الكرة سيخرج من هاتين القارتين، ويكفينا أن السعودية غلبت الارجنتين وتونس غلبت فرنسا اللتان تنافسا على البطولة متعادلتين 2-2 في لحظة كتابة هذا. 5- على صعيد التنظيم لابد لنا جميعا ان نحيي الشقيقة قطر على تنظيمها ولأول مرة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، تنظيمها لواحد من افضل المونديالات تنظيماً وجمالاً من جهة وعلى الأثر الذي تركه ذلك في إطار التبادل الثقافي بين الشعوب وخاصة فيما يتعلق بتصحيح بعض ما علق من اعتبارات سالبة عن عرب الصحراء والعرب عموما في الثقافة العالمية، فعكست قطر مستوى حضاري متميز لدى كل من شارك في المونديال ولا تصدقوا غباء المتطرفين المسلمين سواء الذين اعتقدوا أن المونديال دعاية أو دعوة للاسلام فلم يكن كذلك، أو المتطرفين الذين احتجو على مظاهر الاحتفال والمزيج الانساني البديع بما في ذلك الحضور الجميل لنساء العالم في ظل مزيج متعدد الثقافات في المونديال، فتحية لقطر والشعب القطري على هكذا نجاح خاصة في وجه تركيز الاعلام الغربي على مناحٍ سلبية بعضها كان موجوداً في مونديالات سابقة أساساً، ثم أن الأصل هو أن لا نقحم السياسة في المونديال، ومع أن نقد سياسة أي دولة مشروع ولكن خارج كرة القدم والرياضة عموماً الا إذا كان نقداً يرتبط بالرياضة مباشرة وقد مارسته سابقاً في اول منشور لي عن مونديال قطر! هذا رأيي على كل حال! 6- أكرر أن أجمل فعل ثقافي رأيته في المونديال هو ارتداء مشجعي كل الفرق بدون استثناء لغطاء الرأس مع العقال بألوان بلدانهم وفرقهم وهذا يعطي هذا الزي العربي صبغة عالمية من جهة ويساهم في إزالة ما ارتبط به في ذهن المواطن العالمي من سلبيات وتنميط عكسته في الغالب السينما العالمية بارتباطه إما بالارهاب أو بشخصية صحراوية نمطية تتسم بالبذخ والغباء! 7- من محاسن المونديال هي درجة المتعة لعامة الناس وخاصة الفقراء والمتعبين الذين استطاعوا متابعته فقد اعطاهم قدر من الوجود الانساني الطبيعي الممتع في زمن صعب وظروف مؤلمة تعيشها كثير من شعوب العالم بما في ذلك منطقتنا العربية خاصة اليمن! في المحصلة: كان مونديالاً جميلاً كالعادة بل أكثر من العادة لسببين الاول انه في قطر والثاني انه بين لنا مدى تطور كرة القدم العالمية وبالتحديد كيف ستزيح الفرق الافريقية والاسيوية وامريكا الشمالية (كندا وامريكا) سيطرة الأوروبيين واللاتينيين على المستديرة التي نستمتع بها! كل مونديال وأنتنّ وأنتم بخير، طيب الله أوقاتكنّ وأوقاتكم أجمعين * كأس العالم * قطر 1. 2. 3. 4. 5.
