وقع ديفيد بيكهام في الاسبوع الماضي مع نادي باريس سان جيرمان الذي تمتلكه هيئة الاستثمار القطرية، وفي وقت سابق من هذا الشهر تم اطلاق قناة الجزيرة في اميركا بعد ان كانت تعرف ب"ارهاب تي في"، وفي هذا السياق تسأل صحيفة الغارديان البريطانية: "كيف اصبحت هذه الدولة الخليجية الصغيرة، والتي تعد اغلى بلد في العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي، نشطة الى هذا الحد وتجذب انظار الجميع؟ فاوضحت الصحيفة ان قطر تعتبر أغنى دول العالم قياسا بعدد السكان والموارد، وهو التصرف الطبيعي الذي يقوم به الأغنياء حيث أن بعضهم يفضل التسوق في هارودز، الا أن القطريين قاموا بشراء هذا المحل. فضلا عن ذلك هناك استراتيجيات واضحة وراء الاستثمارات في قطر وسياساتها الخارجية التي جعلت منها لاعبا رئيسيا في ظل الربيع العربي، فالاولوية هي في بسط الامن على البلد والحفاظ على النظام الملكي من التهديدات المحتملة، من جانب اخر فان النخبة الحاكمة تسعى للعب دور اكبر على الساحة الاقليمية اذ انها تريد ان تكتب اسمها في تاريخ الشرق الاوسط. واشارت الصحيفة الى ان السبب الاساسي وراء الاستثمارات في الخارج هو تنويع الاقتصاد، واكثر من نصف الناتج المحلي الاجمالي و70% من ايرادات الحكومة تأتي من صادرات الغاز، فاحتياطات قطر تأتي مباشرة بعد روسيا وايران، وعدد سكان قطر ليس بالكثير. وكون قطر تعلم انه لا يمكنها ان تعتمد فقط على الغاز نظرا للمخاطر التي قد تواجهها، قررت هذه الدولة الخليجية الصغيرة ان تستثمر في مجالات التعليم والبحث العلمي والتدريب والفن والافلام. واشارت الغارديان الى انه قبل 10 سنوات واكثر كان ينظر الى قطر على انها دولة تعاني من الركود، الا انه بين عامي 1998 و2008، تضاعفت اسعار الغاز عالميا 3 مرات وولدت قطر الجديدة. واستخدمت قطر نفوذها في القوة الناعمة واكتساب نفوذ، فقناة الجزيرة مثلا فازت بعدة جوائز عالمية لقيامها بتغطية احداث الربيع العربي بشكل متطور، وقمصان فريق برشلونة لكرة القدم تتميز بوجود شعار مؤسسة قطر وهي مؤسسة برئاسة الشيخة موزة، زوجة امير قطر. واوضحت الغارديان ان الدوحة تمكنت من جذب رؤوس الاموال الاجنبية، اذ ان الحلفاء في الغرب على ثقة بان قطر لن تجتاحها موجة الربيع العربي نظرا للثراء الذي بات يتمتع به سكانها في عهد الامير الحالي.