مقالات علي الفقيه منذ إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ عن التوصل مع الأطراف اليمنية "للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأممالمتحدة"، لم تصدر جماعة الحوثيين أي رد أو تعليق رسمي على هذا الإعلان، باستثناء تعليق يتيم من القيادي الحوثي "على ناصر قرشة" نشره على صفحته يوم الخميس وحذفه بعد ساعات. وهل كان تصريح القيادي الحوثي "قرشة" الذي أكد فيه أنه لن يتم توقيع الاتفاق مع المملكة السعودية "إلا كطرف وليس كوسيط" ونسب هذا الكلام لزعيم الجماعة مذيلاً تعليقه "هذا الكلام ليس من رأسي بل من السيد (عبدالملك الحوثي)، يحفظه الله قال لي اليوم" ليعود ويحذف التغريدة بعد ساعات من نشرها على حسابه في منصة إكس. "قرشة" يعتبر أحد الشخصيات المقربة من زعيم الجماعة وحضر بقوة في النقاشات التي جرت مع الجانب السعودي خلال العام المنصرم، ومع التأكيد على أنه لم يكتب هذا التصريح عبطاً، ومع ربط هذا التعليق بالصمت الرسمي للجماعة حتى الآن فإن ما يمكن استنتاجه من ذلك هو أحد أمرين إما أن هناك مطالب للجماعة لا تزال معلقة وتربطها بالموافقة على أي خطوة باتجاه توقيع اتفاق أو أنها تدفع نحو تأجيل الاتفاق بانتظار قراءة الرد الأمريكي المتوقع على تصعيدها العنيف تجاه خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. القول إن هناك مصالح لأجنحة في الجماعة متضررة من التوصل لاتفاق سلام، هذا مؤكد وهو أمر يسري على أمراء الحرب في الأطراف المختلفة وهم الذين اكتسبوا منها نفوذاً كبيراً وجمعوا ثروات طائلة إلا أن هذا العامل لا يرقى إلى مستوى إعاقة التوصل لاتفاقية سلام مجهولة المصير فيما يتعلق بالديمومة والتنفيذ، كما أن هؤلاء الهوامير الذين سمنتهم الحرب هم أكثر الفئات قدرة على الانتقال إلى المرحلة الجديدة والاستفادة منها أيضاً خاصة وقد تحولوا إلى تجار وبسطوا نفوذهم على السوق ومصادر الإثراء بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة. الجديد في هذا الملف هو الإعلان الذي صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الخميس، على شركات وشخصيات يمنية بتهمة تسهيل "تدفق المساعدات المالية الإيرانية إلى قوات الحوثيين وأنشطتهم المزعزعة للاستقرار" وقالت الخزانة الأمريكية في إعلانها إن المشمولين بالقرار قد سهّلوا "تحويل ملايين الدولارات إلى الحوثيين بتوجيه من سعيد الجمل المدرج على قائمة الولاياتالمتحدة، والمنتسب إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني". هي المرة الأولى التي تطال العقوبات مؤسسات مالية ومصرفية تعمل فعلياً لصالح الحوثيين وتدير تدفقاتهم المالية كما أن وصف سعيد الجمل بأنه ينتمي إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يأتي للمرة الأولى وربطت الإدارة الأمريكية هذا الإجراد بالتصعيد الحوثي في البحر الأحمر. الربط بين الموقف الحوثي من إعلان المبعوث الأممي إحراز خطوة باتجاه السلام وبين الإجراءات الأمريكية، يأتي لمحاولة فهم الموقف الحوثي المحاذر تجاه الترحيب بإعلان المبعوث الأممي نحو السلام خاصة أنها تعرف حرص المملكة العربية السعودية على إحراز هذه الخطوة وقدرتها على فرملة الموقف الأمريكي والحيلولة دون أي تصعيد عنيف حرصاً على عدم إعاقة توقيع اتفاق سلام ينهي علاقتها بالملف اليمني بعد أن أدركت أن المدة طالت وأن حرب اليمن تعيق خططها الاقتصادية. ومع ذلك فإن عدم ترحيب الحوثيين وكما أنه قد يحمل رسالة بعدم الموافقة فإنه أيضاً لا يعني الرفض ولكن يحمل رسالة واضحة عن رغبة الحوثيين لاستغلال اللحظة التي تراها مناسبة لتحقيق مكاسب ودرء مخاطر قد تجبلها رغبتها في الاستعراض ومحاولة فرض نفسها كوكيل حصري لحماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر. عن المصدر أونلاين * الحوثي * قرشة * اليمن * خارطة الطريق * المبعوث الأممي 1. 2. 3. 4. 5.
