تعويل النخب السياسية على المخرجات المحتملة لمؤتمر الحوار الوطني المقرر انعقاده في الثامن عشر من الشهر الجاري في إنهاء حالة اللااستقرار السياسي والانفلات الأمني التي تعانيها معظم مدن البلاد، يبدو لدى رجل الشارع العادي في اليمن نوعاً من الإسراف غير المبرر في التفاؤل في ظل أجواء قاتمة ومحبطة من الانقسام والتباين السائدة بين النخب ذاتها، واستمرار مظاهر الانقسام في صفوف الجيش، من جراء تأخر إصدار القرارات الرئاسية التكميلية، وتصاعد أنشطة فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بفك الارتباط بين الشمال والجنوب، وشواهد التدخلات الخارجية في الشأن اليمني . فعلى مقربة من دوار “جولة الرويشان”، الذي يتوسط شارع حدة التجاري، أحد أشهر الشوارع الرئيسة بصنعاء، تتمركز ومنذ أسابيع عربة مصفحة تابعة لقوات الأمن المركزي لتعزز، مع مظاهر تحفز أمني وعسكري مماثلة تتوزع في أنحاء متفرقة من العاصمة، من الاعتقاد الشعبي السائد بأن صنعاء لم تتجاوز بعد تداعيات أزمتها الطارئة مع التجدد المتكرر للمظاهر المسلحة . ويشير الأكاديمي المتخصص في علم الاجتماع السياسي الدكتور عبد الرحمن محمد المقرمي إلى أنه بالرغم من تحديد موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في الثامن عشر من الشهر الجاري، فإن الأجواء المواتية لانعقاده لاتزال مفتقدة وهو ما يثير حالة مشروعة من القلق والمخاوف الشعبية حيال تأثير البيئة السياسية والأمنية المتردية المحيطة بانعقاد المؤتمر على فرص نجاحه وخروجه بالحلول المنشودة لتسوية العديد من ملفات الأزمات القائمة في البلاد . ويقول الدكتور المقرمي، إن المناخات المواتية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني لاتزال مفتقدة بالرغم من تحديد موعده، وإن الرئيس هادي يبدو مصراً على انعقاد المؤتمر في موعده المحدد، لكنه لم يبد القدر ذاته من التصميم في التسريع بإصدار القرارات الرئاسية التكميلية، وبدء إجراءات عملية فاعلة لإنهاء الانقسام في صفوف الجيش، واتخاذ إجراءات مؤثرة للحد من التأثيرات السلبية لاستمرار نفوذ العديد من مراكز القوى العسكرية والأمنية والسياسية . المصدر : الخليج