* الرئيسية * مقالات الجمعة 6 ديسمبر 2024 12:21 م 5 جمادى آخر 1446 ه ليس غريباً ارتباط اسم غزة بالصراعات الكبرى والحروب العالمية، حيث كانت قلعة للصمود خلال المعارك الضارية ضد القوات البريطانية نهاية آذار/مارس 1917، ومثّلت حينها فشلا ذريعا لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. وهذا التاريخ الفلسطيني المشرِّف العريق يُكتب ثانية في أرض غزة المباركة، ونحاول هنا بيان الترابط بين غزة والحرب العالمية الثانية (1939 1945). يتمثّل التشابه بين طوفان غزة (الأقصى) والحرب العالمية الثانية بسحق الإنسان، وتدمير الحياة، وكمية المتفجرات المستخدمة في كلتا الحربين، رغم أن الأولى معركة كونية كبرى والثانية إقليمية محدودة. ومنذ عام وخمسة أسابيع تتوالى معارك المقاومة الفلسطينية في غزة، وهذه الصور الملحمية تتجاوز الحسابات العسكرية العالمية لندرتها وقدرتها على الصمود رغم الصعوبات الميدانية!. وقد كشف تقرير لسلطة جودة البيئة الفلسطينية بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن أن الجيش «الإسرائيلي» أسقط أكثر من (85) ألف طنّ من القنابل، بما فيها قنابل الفوسفور الأبيض، على غزة منذ أكتوبر 2023، وهذه القنابل «تتجاوز ما تمّ إسقاطه خلال الحرب العالمية الثانية»!. وبعدها بأسبوع أكد خبراء الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أن قطاع غزة يعيش أقسى أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبح أرضاً قاحلة مملوءة بالأنقاض والأشلاء البشرية!. وفي اليوم الأخير من العام 2023 شَبَّهت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، دمار غزة بما حدث في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقال مُقرِّر الأممالمتحدة المعني «بالحق في السكن اللائق»، بالاكريشنان راجاجوبال، في الخامس من آذار/مارس 2024 إن حجم وشدّة الدمار في غزة «أسوأ بكثير ممّا حدث في حلب وماريوبول وروتردام خلال الحرب العالمية الثانية»!. وهذه الحقائق المؤلمة أكدت بعضها صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، بداية كانون الأول/ديسمبر 2023، حيث بيَّنت أن نسبة 60 % من مناطق شمالي غزة الحضرية دُمّرت بالكامل، وبما يفوق، ربما، حجم الدمار الذي شهدته مدن أوروبية كبرى إبان الحرب العالمية الثانية!. فيما وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يوم 11/11/2023، الدمار في غزة بأنه أكبر نسبيا ممّا شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وهذا الجانب المرعب أكده السيناتور الأمريكي الجمهوري بيرني ساندرز، منتصف كانون الثاني/ يناير 2024، حيث قال إن أزمة غزة الإنسانية «أسوأ» ممّا حدث في مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. وأكدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة الفلسطينيين، الأونروا، يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 أن غزة تشهد منذ أكتوبر 2023، أعنف قصف واستهداف للمدنيين منذ الحرب العالمية الثانية!. وهذه دلائل قطعية ومن مصادر أجنبية تؤكد حجم الدمار الذي لحق بغزة وأهلها!. وهكذا يبدو أن غزة قررت الصمود رغم ارتفاع فاتورة تضحياتها إلى 44 ألفا و330 شهيدا، و104 آلاف و933 مصابا! وبهذا يتضح بعض المعاناة المريرة لأهالي غزة في صمودهم وسط النيران والحصار الاقتصادي المستمر على شمالي القطاع منذ أكثر من شهرين، وهذه براهين جازمة على أنها حرب إبادة مقصودة ومرفوضة ومخالفة للقوانين الدولية الإنسانية!. حقيقة من المذهل أن نرى هذا الصمود الأسطوري. فكيف يمكن لبضعة مئات من المقاتلين الغزّيين الصبر والصمود ومواصلة القتال أمام جيش يمتلك قدرات موازية لقدرات دول عظمى، ورغم ذلك لم ترفع المقاومة «الراية البيضاء»، وهي صابرة وعاملة في الميدان بأساليب مُتجددة، وبقدرات محلية بسيطة ولكنها صلبة برجالها وعدالة قضيتها. يبدو أن قَدَر «غزة هاشم» قد رَبط اسمها بالعديد من المعاني النبيلة ومنها المقاومة والصبر والتلاحم والتكاتف وتحدي الصعاب والهلع والمخاوف. رغم النوازل نقول: هنيئا لغزة صمودها النادر والأصيل. الشرق القطرية * غزة * الحرب العالمية الثانية * فلسطين موضوعات متعلقة * فيديو يظهر نجل ''نتنياهو'' أسيرًا في غزة .. ما قصته؟ * شاهد: محرقة بحق النازحين في خانيونس جنوبغزة.. قصف اسرائيلي على الخيام... * في اليوم 423 لحرب الإبادة على غزة.. 44 ألفًا و466 شهيد والكلاب... * تصريحات نارية ل"ترامب" يتوعد "المسؤولين" عن احتجاز أسرى اسرائيل في غزة ويحدد... * وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يهز "اسرائيل" بتصريحات جريئة: جيشنا يرتكب جرائم حرب... * قمة الكويت الخليجية ال45.. دعوات لوقف حرب الإبادة على غزة وتعزيز التعاون... * الحكومة اليمنية الشرعية تطالب بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في اليوم العالمي للتضامن... * صفارات الإنذرا تدوي في ''إسرائيل'' عقب إطلاق صاروخ من اليمن.. وسقوط مصابين... * مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يقتل 100 فلسطيني في يوم واحد والحصيلة... * التحول المفاجئ.. أحداث حلب وسوريا تٌفقد الحوثيين تعاطف مغردين عرب استمالوهم بحرب... * قريباً سينقشع ضباب الأيديولوجيا الإيرانية التي تقمصت الكوفية الفلسطينية * مليشيا الحوثي تعلن تلقيها عرضًا أمريكيًا جديدًا سيحقق حلمها المنتظر منذ سنين