قال دبلوماسي رفيع المستوى أن الحالة الراهنة للتغيير هي جزء من خطة للرئيس السابق علي صالح لخلق جو من "الفوضى" وتقويض الحكومة الائتلافية. واعتبر التقرير المنشور بموقع قناة الجزيرة الإنجليزية " أنه ليس من السهل الكشف عن من يقف وراء الاغتيالات الفردية باليمن، نظراً لتورط العديد من الجماعات المختلفة في عمليات القتل، وكلا حسب دوافعه الخاصة من إفشال العملية الانتقالية إلى إضعاف خصومه. ونقل التقرير على لسان محللين سياسيين ومسئولين في اليمن، أن الهجوم الذي أودى بحياة النائب/ عبدالكريم جدبان, عضو الحوار عن جماعة الحوثي, فتح اتجاهاً مقلقاً هو أبعد من الفتنة الطائفية.
وقالوا إن جدبان كان مجرد واحد من مئات اليمنيين الذين قضوا نحبهم في سلسلة من "الحروب الخفية المعقدة ومتعددة الأوجه" والتي تهدد بصهر عملية الانتقال السياسي.
يقول المحلل السياسي/ عبدالغني الإرياني:" الاغتيالات ليست عشوائية, إنها جزء من خطة.. إنها ليست فقط من طرف واحد، القاعدة موجودة هنا، والأطراف الموجودة في صنعاء هي أيضاً متورطة بشدة".
ويضيف الإرياني أنه في حالة جدبان، من الممكن تماماً أن طرفاً ثالثاً نفذ الهجوم من أجل خلق مزيد من تأجيج الصراع في صعدة أو لإثارة رد فعل الحوثي في صنعاء.. مشيراً إلى أن القاسم المشترك بين القتال والاغتيالات في الشمال والجنوب هو أن العنف على الأرض يتأثر بالمناقشات التي تجري في مؤتمر الحوار, والعكس صحيح.
وأوضح الإرياني:" كل طرف يستفيد من موقعه التفاوضي.. هناك زيادة في مستوى التنافس، والكثير منه بأعمال عنف، لأننا وصلنا إلى نقطة نناقش فيها تقاسم السلطة".
ونقل الموقع عن المتحدث باسم حزب الإصلاح عدنان العديني، قوله:" لقد رأيت العديد من الاغتيالات في بلدان أخرى خلال عمليات انتقالية.. تحدث الاغتيالات عندما تكون الدولة على وشك أن تتغير, لأن هناك قوى لا تريد التغيير"، في إشارة ضمنية إلى صالح والمؤتمر الشعبي العام.. مضيفاً بقوله:" لا أستطيع أن أشير بأصابع الاتهام إلى أي شخص, لكن معظم الضباط الذين قُتلوا وقفوا ضد النظام السابق".
يقول تمام باشراحيل، ممثل عن الحراك في مؤتمر الحوار:" هم يغتالون أفراد الجيش لأنهم يخشون من عودة جيش الجنوب"، مشيراً إلى شائعات بأن بعض المسئولين العسكريين في الجنوب متعاطفون مع القضية الانفصالية.
ويضيف باشراحيل أن الاغتيالات في الجنوب تستهدف أيضاً مسئولين موالين للرئيس/ عبد ربه منصور هادي، الذي كان نائباً للرئيس السابق وحل محله في عام 2012.. منوهاً بأن هذه الهجمات تخلق فراغا أمنياً في الجنوب.
وفي نفس الوقت يشعر الإرياني بالقلق من أن يشعل الصراع في الشمال معركة طائفية كبرى في المستقبل مع تداعيات في أرجاء البلاد.
ويقول الإرياني:" كان الصراع الأصلي بين الحوثيين وآل الأحمر للسيطرة على أراضٍ.. لكن الصراع انتقل بين الحوثيين والسلفيين وانتشر في العالم.. إنها أخبار سيئة للحوثيين، وأخبار سيئة عن اليمن".