قال مسؤولون اليوم إن الأجسام التي تم انتشالها من المحيط الهندي عن طريق سفن ليست جزءا من طائرة رحلة الخطوط الجوية الماليزية "إم إتش 370" . وقالت هيئة السلامة البحرية الأسترالية إن الاجسام التي تم انتشالها من المحيط بواسطة سفن صينية وأسترالية تبين أنها لوازم صيد أو قمامة. وتشارك عشر طائرات من أستراليا واليابان والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدةوماليزيا في البحث في منطقة تبعد 1850 كيلومترا غرب مدينة بيرث الاسترالية . ووصلت ثلاث سفن صينية وواحدة تابعة للبحرية الاسترالية بالفعل إلى منطقة البحث, ومن المقرر أن تنضم إليها اليوم الأحد ست سفن أخرى. ومن المقرر أيضا أن تصل سفينتان استراليتان تحملان مروحية ومعدات أمريكية الصنع لتحديد موقع "الصندوق الأسود" بحلول يوم الثلاثاء المقبل. وتخوض فرق البحث سباقا مع الزمن للعثور على الصندوقين الأسودين , أحدهما خاص بتسجيل بيانات الرحلة والآخر خاص بتسجيلات واتصالات قمرة القيادة , قبل أن تنفد بطاريتاهما وتختفي إشاراتهما بحلول السابع من أبريل المقبل . وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية أن المارشال المتقاعد انجوس هوستون , قائد القوات الجوية السابق بالجيش الاسترالي , سيقود مركزا جديدا للتنسيق المشترك في بيرث للإشراف على جهود البحث الدولي. وسيقوم هوستون بتنسيق العمليات بين الدول المشاركة في البحث وكذلك الإبقاء على خطوط اتصال مفتوحة مع عائلات الركاب, الذين من المتوقع أن يسافر بعضهم إلى بيرث مع تواصل عمليات البحث. صورت احدى السفن التي تبحث عن الطائرة الماليزية فيديو يبين خطورة البحث في احد اخطر المحيطات واكثرها جنونا. ويشكل المحيط الهندي ما يصل إلى ربع مساحة المسطحات المائية على سطح الأرض، كما أنه يعرف بأنه أكثر محيطات العالم دفئاً وتعرضاً للعواصف الموسمية المختلفة . اما الصعوبة الاخرى فتكمن في سلسلة البراكين الموجودة في عمق المحيط تجعل من الصعب الفوز بالحطام. وسيواجه الباحثون عن الماليزية أمواجاً واندفاعات مائية قد يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار على السطح ، فيما الأعماق تضاريس ومرتفعات وشعب بركانية مجهولة على المسح حتى اليوم. وهناك 5 آلاف بركان مجهول تنتشر كسلسلة جبال في قاع المحيط الغامض . عاد الحديث مجدداً في وسائل الإعلام حول كابتن الطائرة الماليزية المفقودة لتتجدد المخاوف والتكهنات بشأن ما إذا كان انتحارياً أم لا، فيما انهمك العديد من وسائل الإعلام في تحليل صور الطيار والاستماع لشهادات من زملائه بشأن صفاته وسلوكه، وما إذا كانت تدعم فرضية أن يكون انتحارياً أم لا. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "إن قائد الطائرة الماليزية التي تحمل الرحلة MH370الكابتن زهاري أحمد شاه، كان غامضاً منذ كان في المدرسة". وقال الكابتن في الخطوط الماليزية عبدالمناف حسن: "إن زهاري كان يقضي معظم وقته في المكتبة خلال أيام الدراسة في الكلية، وكان غامضاً بعض الشيء". ويضيف الكابتن مناف: "لم أكن أعرف زهاري بشكل شخصي، لكنه كان خالياً من أي عيب ولم يكن يرتكب أي خطأ، لكني وكل الطيارين كنا مفزوعين من التقارير التي كانت تتحدث عن احتمالية أن يكون زهاري قد نفذ عملاً انتحارياً بالطائرة". وتابع مناف: "لم يصدق أي منا أن زهاري يمكن أن يرتكب هذا العمل". تصريحات أصدقاء الدراسة وكان زهاري قد درس فيPenang Free School، وهي أقدم كلية مستقلة في جنوب شرق آسيا، وتقع في شمال ماليزيا، ويبدو أن القبول فيها كان صعباً، حيث تمكن زهاري من اجتياز الامتحانات اللازمة للالتحاق بها في عام 1978. ونقلت "ديلي ميل" عن جاليل سعد، مدير الكلية التي درس فيها زهاري قوله: "إن زهاري كان محبوباً وكان مغرماً بالكتب"، وأضاف: "إنه لا يستحق أن توجه له تهمة التورط في عمل إرهابي يتعلق بالطائرة المفقودة". وتابع "كان زهاري مولعاً بالدراسة". ويضيف جاليل سعد إن الطلبة القدامى في الكلية ظلوا على تواصل مع بعضهم بعضاً لاحقاً، حيث ينظرون إلى بعضهم كأخوة، في إشارة إلى أن من درسوا مع زهاري يعرفونه جيداً، وغالبيتهم ظل على تواصل معه ومعرفة به وبشخصيته. أما المدير المساعد في Penang Free Schoolهو نيان تشان فيقول إنه درس العلوم جنباً لجنب مع زهاري الذي كان طالباً مجتهداً وذكياً. وأضاف هو نيان تشان أن المعهد نظم يوماً خاصاً من أجل الدعاء والابتهال إلى الله عندما فقدت الطائرة، متابعاً: "نحن وكل الماليزيين كنا في حزن شديد لخسارة من كانوا على متن الطائرة". عائلته تتجاهل التكهنات وقال أحمد سيث، وهو ابن قائد الطائرة المفقودة زهاري شاه: "إنه تجاهل كل التكهنات بأن والده البالغ من العمر 53 عاماً قد نفذ عملية انتحارية بالطائرة التي كان يقودها من كوالالمبور إلى الصين، ثم اختفت فجأة وهي في طريقها قبل ثلاث أسابيع". وأضاف الابن سيث البالغ من العمر 26 سنة، أن "عائلته لم تقبل بعد بالإعلان الرسمي القائل إن ال239 شخصاً الذين كانوا على متن الطائرة قد ماتوا جميعاً"، مشيراً إلى أن العائلة تنتظر دليلاً مادياً على ذلك في الوقت الذي لاتزال فيه عمليات البحث عن الطائرة أو حطامها مستمرة، بينما توقفت مؤقتاً بسبب الأمطار والرياح والظروف الجوية السيئة. وتأتي تصريحات الابن في الوقت الذي تجددت فيه التقارير عن أن المحققين عادوا لترجيح فرضية أن يكون زهاري هو المسؤول الوحيد عن تحطّم الطائرة نتيجة خلل فيها تم تجاهله، أو نتيجة اختطافها. وكشف أحد أصدقاء الكابتن زهاري أنه كان "في وضع ذهني لا يسمح له بقيادة طائرة"، مشيراً إلى أنه "كان شديد الاضطراب" بسبب قرار زوجته الرحيل عن منزل العائلة. وأضاف أحد أصدقائه "إنه من أفضل الطيارين حولنا، لكن كل ما كان يحدث في حياته يشير إلى أنه كان في مزاج لا يسمح له بقيادة طائرة، وذلك رغم أنني لست خبيراً صحياً". وتابع الصديق الذي نقلت عنه "ديلي ميل": "ربما يكون زهاري قد أخذ الرحلة MH370الى النزهة الأخيرة". يُشار إلى أن فرضية أن يكون الطيار قد نفذ عملية انتحارية في الطائرة كانت تراود المحققين منذ اليوم الأول لاختفاء الطائرة الماليزية، إلا أن التكهنات في هذا السياق كانت تزيد وتنقص بين الحين والآخر، فيما لم يتمكّن المحققون حتى الآن من الوصول إلى أي دليل مادي يؤكد أو ينفي هذه الفرضيات.