واصل المعتمرون توافدهم على البقاع المقدّسة، بالمملكة العربية السعودية، رغم دعوة بعض الدول الإسلامية مواطنيها إلى تأجيل أداء مناسك العمرة والحج بسبب المخاوف من فيروس كورونا الذي أودى ببضع عشرات من الأشخاص في المملكة. ونُقل عن عاملين في موسم الحج والعمرة أن توافد المعتمرين قبل رمضان يسير بشكل طبيعي حتى الآن. وقال سعد القرشي عضو مجلس إدارة غرفة مكة لوكالة فرانس برس «ليس هناك أي تأثير على قطاع العمرة قبل رمضان». وأضاف «كنت في جولة أخيرا في المغرب العربي وبعض الدول الإسلامية ولاحظت أنّ الإقبال على العمرة لم يتأثر على الإطلاق». كما نُقل عن مستثمر آخر في قطاع العمرة تأكيده أن «عمليات الإشغال لفنادق مكة ماتزال في معدلاتها الطبيعية حتى الآن". وبدأت وزارة الصحة السعودية عبر مركز المراقبة الصحية بميناء جدة بتنفيذ برنامج توعوي وصحي للوقاية من الفيروس. وتسير أفواج المعتمرين القادمين عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومينائها الإسلامي بشكل طبيعي في الوقت الراهن. ولا يبدي المعتمرون اهتماما كبيرا بتحذيرات وزارات الصحّة في بلدانهم، وفي السعودية على حدّ سواء. ونُقل عن معتمر ماليزي قوله «تلقينا تحذيرات في بلادنا من فيروس كورونا وأهمية استخدام أدوات الوقاية.. وها نحن نرتدي الكمامات ونستعمل المعقّمات، والله خير الحافظين". وقالت معتمرة من تونس إن «الاجواء جميلة في مكة ولا أشعر بأي خوف من فيروس كورونا.. الوصول لهذه الأماكن المقدسة أمر ليس سهلا، لا يمكنني تأجيل العمرة إلى وقت آخر، لكنني التزمت بطرق الوقاية الطبية". وكانت وزارة الصحة التونسية نصحت المواطنين بتأجيل اداء مناسك العمرة والحج الموسم الحالي تحسبا من الفيروس. وأشار معتمر من بنغلادش إلى أنّ «الجميع يحرص على اتباع تعليمات السلطات الصحية، وتبدو الأمور جيدة.. الحمد لله لا نعاني من أية مشاكل". وقد أدى نحو خمسة ملايين مسلم مناسك العمرة الموسم الماضي رغم قرار وزارة الحج خفض الحصص بنسبة عشرين في المئة للقادمين من الخارج وخمسين في المئة للمعتمرين والحجاح من الداخل، بسبب أشغال التوسعة في الحرمين النبوي والمكي. كما شارك أقل من مليوني مسلم في مناسك الحج في أكتوبر الماضي مقابل أكثر من ثلاثة ملايين العام 2012.