أطلع وفد الصحفيين العرب الذي يزور الصين حالياً اليوم على حجم النهوض الصناعي والتجاري والزراعي في مدينة نينغشيا في مقاطعة بيتشوان ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة وأحد المهود القديمة للحضارة الصينية العريقة و الواقعة على بعد حوالي 1300 كيلو متر غرب العاصمة بكين وذلك في ضمن برنامج مشاركة الوفد لتغطية فعاليات منتدى التعاون العربي –الصيني في دورته السادسة. حيث عقدت اليوم جلسة حوار ولقاء مع عضو اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني في منطقة نينغشيا ومدير إدإرة الإعلام بالحزب تسي قوه ينغ، ومسئولي قسم الدعاية للجنة الحزب الشيوعي الصيني ومكاتب التنمية ، والإصلاح والتجارة، ومسئول القوميات والشئون الخارجية والمعارض الدولية، ومسئولي صحيفة الشعب الرسمية والتلفزيون الرسمي في منطقة نينغشيا التي تبلغ مساحتها الاجمالية 66 ألف متر مربع، فيما يبلغ عدد سكانها نحو 6 ملايين و 394 نسمة . واستعرض مسئولي المنطقة تاريخ العلاقات التي تربط البلدان العربية والمنطقة وكذا القضايا الاقتصادية والتجارية والزراعية والصناعية التي تتميز بها المنطقة، وآليات التعاون التجاري بين المنطقة والوطن العربي خلال الفترة القادمة باعتبارها جزء مهم في منطقة طريق الحرير البري البحري القديم ودورها في دعم مبادرة الرئيس الصيني لإنشاء الحزام الاقتصادي وبناء طريق الحرير في القرن ال21. وتطرق المسئولون إلى وضع المسلمين في المدينة الذين يبلغ تعدادهم نحو 2 مليون و300 ألف نسمة بنسبة 36 بالمائة من عدد السكان في المنطقة والسياسة المتخذة تجاه القومية المسلمة والمتمثلة في مبادئ الإنصاف والتضامن ومساعدتهم في عدة مجالات، وتقديم سياسة أفضيلة ومميزات خاصة بالمسلمين بمنطقة نينغشيا حيث يمنع القانون الصيني الزواج تحت سن 22 للرجل ، و20 للمراة، وحدد نظام لكل أسرة بإنجاب طفل فقط نتيجة الكثافة السكانية، بينما المسلمين بهذه المدنية سمح لهم بسن الزواج ب20 سنة للرجل، و18 سنة للمرأة، كما سمح بإنجاب للمسلمين بطفلين في داخل المدينة وفي المناطق الجبلية يسمح بإنجاب أكثر من طفلين ، اضافة سياسة تفضيلية في الاقتصاد حيث يبلغ الدخل المالي للحكومة نحو 30 مليار يوان مايعادل 5 مليار دولار، بينما يتم الانفاق المالي السنوي قرابة 70 مليار يوان مايعادل 11 مليار دولار وذلك بدعم كبير من الحكومة المركزية الصينية. وأكدو بأهمية فعاليات المعرض الصيني – العربي الذي يعقد كل سنة في منطقة نينغشيا ضمن آليات منتدى التعاون العربي – الصيني، لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع البلدان العربية والتطلع إلى إمكانية إقامة المعرض خلال السنوات القادمة في دول عربية لتجسيد دور المنفعة المتبادلة والتعاون المشترك وتسويق وعرض المنتجات الصناعية والتجارية والزراعية والاستثمارية وفتح آفاقاً رحبة بين الجانبين. وأوضح المسئولون أن المعرض حقق نجاحات باهراُ في دوراته السابقة من خلال التوقيع على أكثر من 636 اتفاقية شملت مجالات التجارة والاقتصاد والتعاون في مجال الطاقة والمالية وانتاج الاجهزة الكهربائية والتقنية والسيارات والتعليم والإعلام والثقافة والنشر إضافة إلى الزراعة والتدريب والتأهيل ، وتسعى الصين بالتشاور مع المسئولين العرب إلى تهيئة الظروف الملائمة لبناء منطقة التجارة الحرة بين البلدان العربية والصين بأسرع وقت وبما يمكن انسيابية تنقل البضائع والتجارة بين الجانبين الصيني والعربي. وكشف المسئولون الصينيون بمنطقة نينغشيا أن المنطقة تتميز بصناعة المخارط الميكانيكية الاشهر في العالم، وصناعة الحديد الصلب، وصناعة معدات وأدوات الميكانيك الخاصة بالسيارات، إضافة إلى صناعة معدن التيتانيوم الذي يستخدم في صناعة الطيران والمراكب الفضائية، كما تتميز باستخدامها النظافة النظيفة التي تولدها عبر طاقة الرياح والطاقة الشمسية بأكثر من 300 ميجا وات، وتحتل المرتبة الأولى في صفوف البيئة النظيفة والخضراء على مستوى الصين، فضلاً عن امتلاكها ثروات طبيعة من النفط والغاز والفحم ، والمواقع السياحية. ورحب المسئولن بأي استثمارات اجنبية في المنطقة وخصوصاً العربية .. مشيرين أن المنطقة تقدم تسهيلات ومزايا للاستثمار وفي مقدمتها الاعفاء من الضرائب او الجمارك، وتوفير الأرض بأسعار رمزية خصوصاً وأن المنطقة تعتبر همزة وصل ونقطة هامسة في استراتيجية الصين مع البلدان العربية لبناء الحزام الاقتصادي عن طريق الحرير الذي يمر من المدينة. وأعلن المسئولن عن رغبتهم في مساعدة الدول العربية لنقل خبرتهم الشهيرة على مستوى العالم في التشجير والتعشيب وتحويل الصحاري إلى واحات خضراء وذلك من خلال زراعة وتعشيب المناطق والصحاري العربية لوقف التصحر التي تعاني منها البلدان العربية واستصلاحها وزراعتها وتشجيرها وتعشيبها، بأسلوب خاص وفريد لا تملكه إلإ منطقة نينغشيا وحصولهم بذلك على شهادة من الأممالمتحدة لمكافحة التصحر وزراعة الصحاري المتحركة، فضلاُ عن إمدادها بشبكة الري الحديث عبر التقطير والحد من إستنزاف المياه. وبين المسئولون أن المعرض الصيني – العربي في الدورة القادمة سيحدد أهمية إقامة الدورة التالية في دولة عربية،وسيتم وضع له اربع آليات واهداف بغية مواصلة خدمة الإستراتيجية الدبلوماسية الوطنية بين الجانبين ، وبما يخدم مسار بناء مشروع الحزام الاقتصادي عن طريق الحرير وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والدول العربية وكذا توسيع الاسواق بين الجانبين والسعي إلى رفع مستوى التنمية الاقتصادية والتجارية بين منطقة نينغشيا والوطن العربي.
