قال متحدث باسم جيش الاحتلال اليوم الخميس إن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية صادق على خطة عسكرية ميدانية للمرحلة البرية التي يسميها عملية "الجرف الصامد"، في حين واصلت الطائرات الحربية قصفها قطاع غزة لترتفع حصيلة الضحايا إلى 80 شهيداً وأكثر من 500 جريح. وجاء ارتفاع حصيلة الضحايا بعد استشهاد ثلاثة فلسطينيين آخرين في قصف استهدف سيارة مدنية شمال قطاع غزة. وكان ثلاثة فلسطينيين لقوا حتفهم في وقت سابق من صباح اليوم في غارة إسرائيلية على سيارتهم بالقطاع، في حين أودت غارة أخرى استهدفت مقراً للأمن الوطني بحياة فلسطيني رابع. ويتزامن هذا التصعيد مع اجتماع من المقرر أن يعقده المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر ظهر اليوم لمواصلة البحث في تطورات العملية العسكرية ضد قطاع غزة. ومن المزمع أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق الخميس اجتماعاً عاجلاً لبحث الوضع في غزة في ظل الارتفاع المتزايد في أعداد الشهداء جراء الغارات المتتابعة لطائرات إسرائيل الحربية. وأذاع راديو الجيش الإسرائيلي اليوم أن نظام القبة الحديدية اعترض صاروخين على الأقل أُطلقا على مدينة تل أبيب من قطاع غزة وأسقطهما صباح الخميس. وقالت الإذاعة إن صافرات الإنذار انطلقت في أنحاء المدينة قبيل اعتراض القبة الحديدة للصاروخين، بينما عرضت القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي في بث مباشر لقطات تُظهر اعتراض الصاروخين. ولم ترد حتى الآن تقارير عن خسائر إسرائيل من الهجمات الصاروخية التي تسقط على مدنها وبلداتها، في حين تواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق صواريخها على نحو مطرد. وأمرت السلطات الإسرائيلية بفتح الملاجئ في حيفا لإيواء السكان إذا تعرضت المدينة إلى هجمات صاروخية انطلاقاً من قطاع غزة، حسب ما أفادت به مراسلة الجزيرة في عسقلان شيرين أبو عاقلة. وفي سياق متصل، أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة. وخص المركز في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه ما قال إنه استهداف واسع النطاق "وبشكل عقابي لمنازل تعود لأعضاء في حركتي حماس والجهاد الإسلامي". وقالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها قصفت اليوم مناطق جديدة في الأراضي المحتلة بصواريخ تستعمل لأول مرة، كما استهدفت المقاومة مطار تل أبيب وحيفا بصواريخ، بينما اعترضت القبة الحديدية خمسة منها وفق السلطات الإسرائيلية. وقالت الكتائب إنها قصفت لأول مرة مدينتي روحوفوت وبيت يام بعشرة صواريخ من نوع "سجيل55" وهي صواريخ تستخدمها لأول مرة. كما قالت إنها عاودت قصف مدينة حيفا بصواريخ "آر 160" وقصفت أيضا مستوطنة "أفوكيم" بصاروخي غراد. ووصلت الصواريخ لمسافات ومدن لم تصلها من قبل, كما قصفت كتائب القسام لأول مرة مدينة ديمونا النووية، ومطار رامون العسكري. وكانت الكتائب قد قصفت أمس مطار نيفاتيم العسكري لأول مرة على بعد سبعين كيلومترا من قطاع غزة، وقصفت كذلك مدينة تل أبيب بأربعة صواريخ من طراز "إم 75". وقالت السلطات الإسرائيلية إن القبة الحديدية اعترضت خمسة صواريخ استهدفت مطار تل أبيب. وأكد الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة صواريخ "إم 75" طويلة المدى أطلقت من قطاع غزة تجاه بلدة ديمونا الإسرائيلية ومفاعلها النووي الأربعاء، لكنها لم توقع إصابات. واعترض نظام القبة الحديدية أحد الصواريخ، وسقط الآخران في مناطق مفتوحة وفق مصادر الجيش الإسرائيلي. واستهدفت الصواريخ أيضا بلدات قرب مدينة تل أبيب الساحلية، وفي الجنوب قرب غزة. وأصاب صاروخ مستوطنة زخرون يعقوب التي تقع على بعد 115 كلم إلى الشمال من غزة. كما قصفت كتائب القسام بصواريخ "إم-302" -التي يصل مداها إلى 160 كلم- بلدة الخضيرة التي تبعد 116 كلم شمال غزة، وهو أبعد مدى تصله الصواريخ. كما أصاب الصاروخ نفسه مدينة عدرا الساحلية الإسرائيلية على بعد 96.5 كلم شمالي القطاع. وذكر الجيش الإسرائيلي أن مناطق أخرى في صحراء النقب في جنوب إسرائيل استُهدفت أيضا بعشرات الصواريخ. ومع دويّ صافرات الإنذار في مدن إسرائيلية عدة، عززت تل أبيب إجراءاتها الاحترازية في المطارات ودعت الإسرائيليين إلى ملازمة الأماكن القريبة من الملاجئ. وأثار سقوط الصواريخ على تل أبيب وضواحيها وفشل نظام القبة الحديدية في اعتراض أغلبها حالة من الخوف، ومنعت السلطات الإسرائيلية التجمعات الكبيرة، كما دعت المواطنين إلى ملازمة الأماكن القريبة من الملاجئ. وقد أدى القصف الصاروخي إلى توقف الأعمال في التجمعات الاستيطانية في جنوب إسرائيل, وهروب مئات الآلاف من المستوطنين إلى الملاجئ في تل أبيب, ومدن قريبة من حيفا والقدس القديمة. وأعلنت إسرائيل عن إغلاق عدد من الطرق الرئيسة الواصلة بين وسط البلاد وجنوبها، وأصدرت أمرا لمطار بن غوريون الدولي بتحديد عدد الرحلات وتغيير المسار الجوي للطائرات المدنية بعد وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية قرب المطار. وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن وقف الدراسة أو أي فعاليات خاصة بالمخيمات الصيفية في جميع التجمعات السكنية الواقعة على مسافة أقصاها 40 كلم من قطاع غزة. كما حظرت تجمع أكثر من ثلاثمائة شخص في تلك المنطقة، وتم الإيعاز أيضا بفتح الملاجئ العمومية في الوسط والقدس. ويأتي ذلك، مع تأكيد متحدث عسكري إسرائيلي بأن مقاتلي حماس في قطاع غزة ما زالت لديهم عشرات الصواريخ الطويلة المدى التي تمكنهم من ضرب أهداف في عمق إسرائيل على مسافات أبعد من كل هجماتهم السابقة. بينما ارتفع عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة إلى 81 شهيدا وأكثر من خمسمائة جريح، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أغار على أكثر من 320 هدفا لحماس بالقطاع ليل الأربعاء الخميس، مما يرفع عدد الغارات إلى 750 منذ بدء عملية "الجرف الصامد" العسكرية الثلاثاء. صافرات الإنذار في مدن إسرائيلية عدة منذ يوم أمس منها حيفا وتل أبيب وأشكول وموديعين، ومناطق كريات غات وعسقلان شمال قطاع غزة بعد أن أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ بعيدة المدى.