قال المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن بيشو باراجولي، إن اليمن يجد نفسه في خضم الأزمة الإنسانية المتدهورة مضطر إلى التعامل مع ارتفاع معدلات الفقر وانهيار الخدمات الاجتماعية، والموارد المتناقصة، والصراع الداخلي وعدم الاستقرار السياسي. وأوضح باراجولي، في حوار مع موقع "devex.com" - على هامش زيارته لمؤسسات الاتحاد الأوروبي لمناقشة التمويل لدعم اليمن - "أسعار المواد الغذائية والوقود - وكذلك الأمن الغذائي على المدى الطويل - تعتبر مخاوف كبيرة أيضا. وأضاف "منذ أربعين عاما، كان اليمن مكتفيا ذاتيا "غذائيا"، والآن يستورد 90% من الغداء". وقال باراجولي "لن أقول إن البلاد يمكن أن تعود إلى الاكتفاء الذاتي في أي وقت قريب، ولكن هناك فرصة للتحسين"، لافتا إلى أن اليمن لديه امكانيات كثيرة لتنمية موارده، منها الزراعة، ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية، وكذا إنتاج السلع مثل العسل والقهوة. وقال "خلال الاعوام الماضية كثر المواطنين اليمنيين الذين يتركون العمل في قطاع الزراعة ويهاجرون إلى المملكة العربية السعودية والدول المجاورة، ونتيجة لذلك أهمل القطاع الزراعي لفترة طويلة". وفي رده على سؤال حول دور البرنامج في معالجة الوضع، قال بيشو باراجولي "دورنا في الأممالمتحدة هو دعم الحكومة، سواء في الجانب الاقتصادي او الاجتماعي فيما يتعلق بجانب انعدام الأمن الغذائي. وأضاف "يشارك في البرنامج في الوقت الراهن في المساعدة على معالجة انعدام الأمن الغذائي. في العام الماضي وصلنا حوالي 5 ملايين شخص في اليمن". وأكد ان مساعدات برنامج الغذاء العالمي في اليمن تتركز على "تحسين سبل معيشة المواطنين". وقال "لهذا الغرض نحن نقدم حوافز للفتيات لضمان حضورهن إلى المدارس، ونعمل على تحسين البنية التحتية الريفية، ونحن ندعم الأطفال والأمهات، من خلال معالجة سوء التغذية وتقديم ممارسات أفضل في رعاية الأطفال". وفيما يتعلق بمشكلة انعدام الامن، أكد المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن بيشو باراجولي أن "انعدام الأمن يعتبر مشكلة أكثر "للأجانب"، أما السكان المحليين، وهم يعيشون حياتهم العادية، باستثناء المناطق التي تتواجد فيها القاعدة". وعن اكبر تحد وعائق يواجهه البرنامج لتحسين الوضع على الأرض، قال باراجولي "التمويل هو المفتاح. ونحن نهدف لتصل إلى نحو 6 ملايين شخص في العامين المقبلين". وأضاف "حشدنا منذ مطلع العام الجاري حتى الآن 140 مليون دولار، ونحن بحاجة إلى 80 مليون دولار، لتلبية احتياجاتنا للسنوات القادمة". مؤكدا أنه "إذا توفر التمويل بامكان البرنامج أن ينفذ كان قد خطط له دون أي مشاكل".