أكدت حركتا المقاومة الفلسطينية " حماس" والجهاد الإسلامي أن المقاومة انتصرت على الجيش الإسرائيلي الذي انسحب صباح اليوم من أطراف قطاع غزة بموجب هدنة لمدة ثلاثة أيام, في حين تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوعن إنجار منقوص. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن إسرائيل فشلت مائة بالمائة في غزة، وإن المقاومة لا يزال في وسعها الكثير لتفعله. من جهتها, قالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إن الجيش الإسرائيلي "هرب ليلا", مقتبسة عبارة استخدمتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية. وأضافت في بيان أن معركة "العصف المأكول" لا تزال مستمرة, وأضافت أن سلوك إسرائيل هو الذي يحدد سيرها, مؤكدة أن مقاتليها لا يزالون في حالة استنفار. وتابعت أن توجهاتها في الأيام القادمة مرهونة بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني, في إشارة إلى ضرورة تحقيق مطالب المقاومة برفع شامل للحصار ضمن اتفاق تهدئة يجري التفاوض عليه في القاهرة. وانتشل مسعفون اليوم الثلاثاء في أول أيام التهدئة في قطاع غزة جثث شهداء من تحت الركام لترتفع حصيلة شهر من العدوان إلى نحو 1870 شهيدا, في حين عاين الغزيون المزيد من التدمير الذي لحق أحياء برمتها، وذلك بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ. وقال مراسلو الجزيرة إن طواقم الإسعاف انتشلت ثلاث جثث في بلدة خزاعةشرقي خان يونس بجنوب قطاع غزة, واثنتين من منطقة زلاطة شرقي رفح, واثنتين من جحر الديك وسط القطاع. وأظهر أحدث إحصاء لوزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الذي بدأ في الثامن من يوليو/تموز الماضي ارتفعت إلى نحو 1869 شهيدا و9570 جريحا, في حين أحصت وكالة الصحافة الفرنسية أكثر من 1900 شهيد. ومن بين الشهداء أكثر من 400 طفل, فضلا عن مئات النساء والرجال والشيوخ, كما أن أكثر من ألفي طفل أصيبوا وفقا لمصادر طبية فلسطينية. ونقل مراسلا الجزيرة تامر المسحال ووائل الدحدوح صورا للتدمير الواسع جراء القصف الإسرائيلي من رفح جنوبي القطاع, ومن حي الشعف شرقي غزة , وأظهرت الصور مباني مدمرة بعضها من عدة طوابق, وعمّ الدمار أحياء برمتها شرقي غزة بينها حيا الشجاعية والشعف, وكذلك في رفح وخان يونس جنوبي القطاع, وفي بيت حانون شمالا. وقال بعض السكان إن القصف دمر بيوتهم التي ظلوا يشيدونها لسنوات, وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن سكان القطاع عبروا مع ذلك عن وحدتهم وتماسكهم وتضامنهم مع المقاومة. وفي شمال القطاع, عاد مئات الآلاف من الذين شردهم القتال بحرص إلى بلداتهم، ودخل نازحون بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة, وقدم بعضهم على متن عربات تجرها الحمير , وتعاني جل مناطق قطاع غزة من انقطاع شبه كامل للكهرباء والمياه جراء قصف خزانات الوقود في محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع, وكذلك مضخات المياه الصالحة للشرب. وألقت الطائرات والمدافع الإسرائيلية أكثر من خمسة آلاف طن من الصواريخ والقذائف خلال الشهر الذي استغرقه العدوان الذي أطلقت عليه تل أبيب "الجرف الصامد".