يعتبر اليمنيون من اكثر الشعوب استهلاكا ل اللحوم , , حيث يأتي ترتيب اليمن في المركز 13 عربياً وال 138 عالميا من بين البلدان الاكثر استهلاكا ل اللحوم وتشير احصائيات ان الكمية المتاحة للاستهلاك المحلى من اللحوم الحمراء في المتوسط بلغ حوالي 85 ألف طن, وتبلغ حصة الفرد من اجمالي الاستهلاك السنوي للحوم بالكيلو جرامات 16.7,بحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية ( الفاو( ويزداد الطلب على مختلف انواع اللحوم خلال عيد الاضحى المبارك في كل عام,حيث تدخل اللحوم في معظم وجبات العيد التي يقبل عليها اليمنيون ,لكن هذا العام تراجع الاقبال على شرائها لاسباب مختلفة يسردها من التقينا بهم من تجار بيع اللحوم ومن المستهلكين , تقول سرورالجائفي –ربه بيت : اعتمد على اللحوم في اعدادي للوجبات والماكولات المختلفة خلال عيد الاضحى المبارك وذالك بشكل اساسي ,فاللحوم سواء البقري او الغنمي او العجل او حتى الدجاج تدخل في كثيرمن الوجبات المفضلة مثلا تستخدم "الدقة –اللحمة المفرومة " في الفحسة ,كما انني استخدمها في "السلتة "وفي وجبات مختلفة ,بجانب وجبة "المرق "التي تعتبر من اهم الوجبات سواء في العيد او غيره ,وايضا تستخدم رؤس العجول والاغنام في طهي المرق الذي يكون حساء ل"الفته " لكن هذا العام لم نستطع شراء اللحوم وادخالها في كل الوجبات مثل كل عام بسبب ارتفاع الاسعار وليس ارتفاع اسعار اللحوم فقط بل كافة الاسعار , بدورها تنفي نقابة بائعي المواشي من ان هناك ارتفاع كبير لاسعار اللحوم في اليمن ,ويؤكد أحمد قعيش مسئول العلاقات العامة في نقابة بائعي اللحوم والمواشي :بانه ليس هناك زيادة في اسعار بيع اللحوم في الاسواق ,وانه في حال رفع بعض اصحاب المسالخ اسعار اللحوم فان زيادة أسعار اللحوم في السوق لا يعد مبررا لفرض زيادة على المستهلك ,ولكن بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن فانه قد يكون هناك تغيير في العادات الاستهلاكية بالنسبة للموطن اليمني
ويرى احمد قطيره صاحب محل لبيع الحم البقري انه يبيع اللحوم في فترة عيد الاضحى المبارك اكثر من غيره من الشهور ,حيث يزداد الطلب على اللحمة المفرومة وعلى الكبد والحواشي والرؤس الخاصة بالعجول والاغنام
ويقول الباحث سعيد عبده الراجحي : اللحوم الحمراء أحد المصادر الأساسية للبروتين الحيواني ، حيث يستهلك منها كميات كبيرة، وهناك العديد من العوامل المؤثرة على حجم الطلب على اللحوم الحمراء وأهمها : حجم السكان ، معدل نمو دخل الفرد الحقيقي ، المستوى العام للأسعار ، كما يتأثر حجم الطلب من اللحوم الحمراء بمدى توفر البدائل من اللحوم البيضاء والنمط الاستهلاكي وأذواق المستهلكين وما يطرأ عليه من تغيرات ، والمستوى الصحي والثقافي للفرد . و يتأثر نصيب الفرد الكلي من استهلاك اللحوم الحمراء بالعديد من العوامل وأهمها : العادات الاستهلاكية ، مستوى دخل الفرد الحقيقي ، مساحة الأعلاف الخضراء وكمية إنتاجها وأسعارها وتنتشر في الجمهورية اليمنية عدد من المواشي التي تسمى ب "البلدي"والتي يفضلها غالبية اليمنيين ,والثروة الحيوانية في الجمهورية اليمنية ثروة وطنية هامة وتشكل زاوية أساسية في النظام الزراعي ، حيث يصل متوسط اعداد الثروة الحيوانية بمختلف أنواعها سنويا إلى(20) مليون رأس ويتم الاهتمام بها من خلال إيجاد السلالات المحسنة وإنشاء مزارع التسمين والأمهات وتوفير اللقاحات والعلاجات البيطرية من خلال تنفيذ الحملات الوطنية .وقد ارتفعت اعداد الثروة الحيوانية في اليمن من (19501) الف راس في العام 2008م الى (20705) الف راس في العام 2012م
لكن التذبذب في أسعار اللحوم الصفراء والحمراء اجبر الكثير من الأسر اليمنية على البحث عن بدائل أخرى من اللحوم المجمدة ولحوم الدواجن والأسماك التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا ولكن بنسب اقل من ارتفاع اللحوم الحمراء والصفراء, و بلغت كمية الواردات من اللحوم الحمراء حوالي (5) ألف طن عام 2004 ثم تراجعت كمية الواردات عام 2005 (4)إلف طن ثم زادت في الأعوام 2006،2007،2008 إلى 6 ألف طن، حيث بلغت كمية الواردات من اللحوم الحمراء في المتوسط حوالي 6 ألف طن و يعود سبب زيادة الواردات لتلك الأعوام إلى حدوث تناقص في أعداد الأغنام والماعز والأبقار ، مما أدى إلى زيادة كمية واردات اللحوم الحمراء ،ويرجع ذلك لعدد من العوامل أهمها قلة الأمطار والذي أدى إلي تراجع كمية الأعلاف والمساحات المزروعة منها.
وفي هذا الصدد يقول رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك الاستاذ فضل منصور :انه يجب على الدولة ان تمارس الرقابة الشديدة على اللحوم المجمدة التي تدخل السوق اليمنية خصوصا ان وزارة الداخلية اعلنت مؤخرا عن احباطها لادخال لحوم مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات الملائمة قادمة من المملكة العربية السعودية وبشكل عام تعتبر اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء مصدراً غذائيا هاماً جداً للأغذية البروتينية رغم تعدد مصادر البروتينات . ورغم أهمية اللحوم كمصدر من مصادر البروتينات إلا أنها تتعرض لظروف تسبب تغير صفات هذه المواد الأمر الذي يؤدي الى تلفها وفسادها وتحولها إلى مواد شديدة الخطورة على صحة وسلامة المستهلكين,, لذلك وحتى يتم الاستفادة من القيمة الغذائية للحوم كمصدر للبروتين وتجنباً للأضرار الصحية التي يمكن أن تتسبب بها اللحوم المتغيرة الصفات قامت الجمعية بوضع مجموعة من الارشادات التي يمكن ان يستفيد منها المستهلك اليمني خصوصا خلال شهر رمضان وفي ايام الاعياد
ويؤيد الاستاذ احمد ادريس مدير عام المؤسسة العامة للمسالخ واسواق اللحوم بأمانة العاصمة ,ماقالة فضل منصور ,,ويضيف مدير المسالخ : نحن في المؤسسة نفرض غرامات مالية لمن يخالف الطرق السلمية والصحيحة لذبح المواشي وبالذات خلال ايام شهر رمضان المبارك الشهر الذي يزداد الاقبال فيه على اللحوم ,ومؤخرا تم النزول إلى عدة منشئات خاصة بالتبريد وثلاجات اللحوم والدجاج المستورد وتم اخذ عينات والتأكد من صلاحياتها , و تم تعريف أصحاب تلك المنشئات والعاملين فيها بالشروط الفنية والصحية لاتخاذها ومراعاتها. وعزا تقرير لمركز الدراسات والاعلام الاقتصادي اسباب زيادة حجم الإنفاق عند اليمنيين هو لجوؤهم الى استهلاك أنماط عديدة من السلع والمنتجات المرتبطة عادة بعيد الاضحى المبارك او في شهر رمضان كاللحوم بالدرجة الأولى والتمور والمكسرات والحلويات والفاكهة والعصائر الطازجة والمبردة ، إضافة إلى باقي المستلزمات الضرورية نقلا عن يمان نيوز علاء الدين الشلالي- صنعاء