ينتزع المسلحين الحوثيين الذين يطلقون على أنفسهم (أنصار الله)، سلطات الدولة تدريجيا ، فيما الرئيس عبدربه منصور هادي يعيش حالة من الإقامة الجبرية في قصره بصنعاء ولا يستطيع ممارسة مهامه الرئاسية على أرض الواقع. وقالت المصادر ل»القدس العربي» «إن المسلحين الحوثيين أصبحوا ينتزعون سلطات الدولة تدريجيا وبشكل يومي، يقيلون من يعينهم الرئيس هادي ويعينون من يريدون من أتباعهم في أهم المرافق السيادية والمواقع الحكومية والأمنية والعسكرية، ويرفضون قرارات الرئيس هادي ورئيس الحكومة ولا يستطيع أي من مسئولي اتخاذ أي قرار إلا بعد مشاورتهم وأخذ الضوء الأخضر منهم». وأشاروا في ذلك إلى قضية سيطرة الحوثيين مؤخرا على كل مقاليد الأمور في محافظة الحديدة، وإجبار المحافظ فيها صخر الوجيه على تقديم استقالته، إثر عدم قدرته على ممارسة مهامه الحكومية في ظل هيمنة الحوثيين على كل شيء فيها، وسلبه صلاحياته الحكومية وعدم قدرة الدولة على الوقوف إلى جانبه إثر فرض الحوثيين سلطة الأمر الواقع بقوة السلاح على قيادة الدولة في العاصمة صنعاء والتي تبتلع يوميا بقية المناطق. وتمدد المسلحون الحوثيون في مختلف المحافظاتاليمنية منذ مطلع شهر أيلول (سبتمبر) الماضي حيث تساقطت أمامهم أغلب المحافظاتاليمنية في الشمال، إثر حصولهم على تسهيلات عسكرية وأمنية كبيرة من قوات الجيش والأمن الموالية لهم ويطمحون في الوقت الراهن إلى التوسع في اتجاه محافظات الجنوب السنية، حيث لا يجدون غطاء شعبيا ولا حاضنة اجتماعية ترحب بهم. من جهة أخرى أكد مصدر مقرب من الرئاسة اليمنيةل»القدس العربي» أن «الرئيس هادي في حكم الحبيس في قصره الرئاسي وتحت الإقامة الجبرية، لأنه لا يستطيع التحرك خارج المنطقة الرئاسية بالعاصمة صنعاء، حيث يسيطر المسلحون الحوثيون على كل شبر فيها، كما أنه لا يستطيع مغادرة العاصمة صنعاء إلى مدن أخرى». وكشف أن «هادي اضطر قبل أكثر من ثلاثة أشهر إلى نقل طائرته الرئاسية من العاصمة صنعاء إلى مطار مدينة عدن، ، تفاديا لسيطرة المسلحين الحوثيين عليها، وأن كافة طاقم الطائرة الرئاسية مقيمون في عدن معها، في انتظار الفرج، حيث لا يستطيعون التحرك بها إلى أي مطار آخر داخل اليمن، إثر سيطرة المسلحين على أغلبها، فيما جميع الطرق البرية من صنعاء وإليها تحت سيطرة المسلحين الحوثيين».