أكد محللون على ضرورة دعم المؤسسات الشرعية في اليمن، مشيرين إلى أن خطاب الحوثي لا يخرج عن نطاق الخطاب المستهلك ووصفوه بالمسرحية المستنسخة من خطابات حسن نصرالله وأن الحوثي ينفذ أجندة في اليمن والتي دائما هدفها زعزعة الأمن والاستقرار لدول المنطقة. وأشاروا، في حديث مع صحيفة "عكاظ" السعودية، إلى أن إحياء المبادرة الخليجية المتعلقة باليمن يشكل حلا استراتيجيا للتصدي للعبث الحوثي والتدخل الإيراني في الشأن اليمني للإخلال بأمن المنطقة والعمل على زعزعة الاستقرار. وفي هذا الصدد اوضح المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين، أن ما حدث في اليمن من انقلاب حوثي على الشرعية وسيطرتهم على مفاصل الدولة اليمنية لتحقيق أطماعهم السياسية واجندتهم الاقليمية، موضحا أن خطاب الحوثي ربما كان مستنسخا من خطابات حسن نصر الله وهو النموذج المطور لسيطرة حزب الله على لبنان. وأفاد بأن اليمن قد تكون على مشارف حرب والمطلوب من الدول الخليجية دعم المؤسسات الشرعية اليمنية وهذا الامر سيضعف جماعة الحوثي. ومن جانبه، اوضح المراقب السياسي ابراهيم ناظر بأن بيان الحوثي هو خطاب مستهلك ويراد به ذر الرماد في العيون وتصوير اعمالهم العبثية في اليمن على انها حركة تصحيح ويتحدث عن الوطنية والمؤامرات الخارجية وهو كبير المتآمرين على اليمن وشعبه بمساعدة ايران وحزب الله. وأضاف أن عبدالملك الحوثي ما هو إلا أداة لطهران لتنفيذ اجندتها في المنطقة مثله مثل حزب الله في لبنان. وان ميليشيات الحوثي ضعيفة عسكريا وليست بذلك الحجم الذي يؤهلها لاجتياح البلاد ولم يكن باستطاعتهم التدخل والعبث بمؤسسات الدولة إلا بتواطؤ من الداخل. وأشار إلى أن ما يحدث في اليمن من تصعيد ما هو إلا احدى الاجندات الاستراتيجية الايرانية والتي تريد أن تكسب منها اوراقا للمساومة في سباق مع الوقت حيث إنها تعاني الان من ازمة اقتصادية حقيقة تهز اركان النظام في طهران بفضل انخفاض اسعار النفط وتدهور عملتها وعدم قدرتها على ارسال المساعدات المالية لحلفائها في المنطقة كالنظام السوري وحزب الله والحوثيين، وغيرهم من الحركات الارهابية التي تدعمها في المنطقة.
وضع خطير من جانبه، اوضح الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عبدالله الشمري، أن الوضع في اليمن لا يمكن وصفه إلا بالخطير، مطالبا الدول الخليجية بضرورة دعم شرعية هادي والتأثير مباشرة على الأحداث وبسرعة دون أي تأخير. وقال: إن هناك واقعا يمنيا جديدا اختلفت فيه قواعد اللعبة القديمة وظهر فيه لاعبون ومؤثرون جدد، وما لم يحدث تحرك سياسي سريع فإن الجماعة الحوثية ستحكم سيطرتها على صنعاء وسيتحول اليمن إلى لبنان أو عراق جديد. ومن جهته، قال استاذ التاريخ السياسي بجامعة الكويت الدكتور عبدالهادي العجمي، إن عبدربه هادي هو الرئيس الشرعي لليمن، ومطلوب دعم المبادرة الخليجية لأنها الحل الوحيد المتبقي لاخراج اليمن من ازمته، مطالبا بضرورة تفعيل المبادرة الخليجية والتحرك السريع لدعم الشرعية في اليمن لكي ينعم اليمن بالامن والاستقرار.
ائتلاف واضح فيما أوضح الباحث السياسي المتخصص في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي، أن ما يحدث في اليمن هو ائتلاف واضح بين المؤتمر الشعبي وأنصار الله، موضحا ان على الدول الخليجية الضغط لتنفيذ المبادرة الخليجية بعد سيطرة الحركة الحوثية على كافة مفاصل السلطة والمراكز الحساسة في البلاد، موضحا ان الحل يكمن في إحياء المبادرة الخليجية بدعم من الأممالمتحدة. وأكد السلمي أن الحل المبدئي والعاجل قد يتمثل في دعم تنفيذ المبادرة الخليجية وعدم السماح للحركة الحوثية بالسيطرة مطلقا على مأرب، العاصمة الاقتصادية والغنية بالنفط والغاز. فيما قال المحلل الاستراتيجي الكويتي الدكتور ظافر العجمي، إن الحوثيين أداة لايران وبالتالي الهدف هو أن يحقق الحوثي المزايا التي حققها حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية. ورجح الدكتور العجمي أن الحل يتطلب تدخلا دوليا متدرجا تحت مظلة المبادرة الخليجية. وطرح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله، رؤيته حول الأوضاع في اليمن والخيارات المتاحة قائلا بأن الخيار الاول وربما الوحيد المتاح حاليا هو دعم الشرعية الممثلة في الرئيس هادي وبحاح، حيث إن المخاطر المحتملة هي صوملة اليمن.
التمسك بالشرعية وقال خبير الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد عبدالغني إن "القرار الصادر من مجلس الامن الدولي والذي يؤكد التمسك بالشرعية في اليمن والتي تتمثل بالرئيس هادي هو ليس إبداعا دوليا أو إنجازا غير منتظر، فألف باء المنطق يقول أن لا سبيل أمام اليمنيين بكل فئاتهم للخلاص من أتون هذا التدهور الكبير إلا بالتمسك بالشرعية وبمؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة". وأضاف الدكتور عبدالغني: هناك من يجر اليمن واليمنيين إلى التهلكة والفوضى لأن فريقا محليا وفريقا إقليميا يدركون تماما أن لا قدرة لهم على حكم اليمن ولا حيثية لهم على حكم الأكثرية اليمنية فيسعون إلى خراب اليمن وتحويله من دولة كاملة المواصفات إلى دولة فاشلة تناسب احجامهم الشعبية والسياسية. وختم عبدالغني: إن التمسك بالشرعبة المتمثلة بالرئيس هاددي والانطلاقة بحوار وطني جاد بعيدا عن الابتزاز والهيمنة هو السبيل الوحيد للعبور باليمن إلى شاطئ الأمن والاطمئنان. وهنا تكمن الوصفة الكاملة الطبيعية التي قدمها مجلس الأمن الدولي في جلسته الأخيرة. بالمقابل، الباحث السياسي حسن شلحة قال إن "قرار مجلس الأمن بإجماع أعضائه على التمسك بشرعية الرئاسة اليمنية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي هو أمر مهم في السياسة ومهم كبداية في هذا الحراك الدولي من أجل إنقاذ اليمن ومهم كخطوة أولى تحتاج إلى سلسلة من الخطوات، فالكل يعلم أن من يقف خلف هذه الأحداث جهة إقليمية معروفة ومشروع فتنوي معروف من القاصي والداني والكل يعلم أيضا أن السبيل لإنقاذ اليمن لا يكون إلا عبر لجم هذا المشروع وتعطيله سياسيا. واضاف ان اليمن الآن بحاجة لأكثر من مواقف عابرة، اليمن بحاجة إلى تحرك عاجل بشتى الوسائل والطرق، تحرك لا ينتظر هدايا من الحوثيين وغيرهم، تحرك واضح يقول لمشروع الفتنة إن انهيار اليمن خط أحمر".