حذر خبراء عسكريون يمنيون من تداعيات كارثية ستترتب عن فشل مجلسي النواب والشورى في إقناع الرئيس عبدربه منصور هادي بالعدول عن استقالته وفرض الحوثيين مجدداً خيار الأمر الواقع بتشكيل مجلس عسكري أو رئاسي لسد الفراغ الطارئ في السلطة عقب الاستقالة المتزامنة للرئيس والحكومة. واعتبر الخبير العسكري العميد متقاعد محسن عبدالكريم الرضي أن فشل مجلسي النواب والشورى في احتواء التصعيد غير المسبوق في الأوضاع السياسية في البلاد عبر إقناع الرئيس بالعدول عن استقالته أو لجوء جماعة الحوثي مجدداً لخيار القوة لفرض تشكيل مجلس رئاسي وعسكري لإدارة البلاد خلال مرحلة انتقالية جديدة سيتسبب في تداعيات ذات طابع كارثي جراء اندلاع صراعات مسلحة متعددة وفي أكثر من جبهة في البلاد. وأشار العميد الرضي إلى أن مبادرة قوات الاحتياط ووحدات أخرى تابعة للجيش بالتدخل في المحافظات الجنوبية لمنع إعلان الانفصال وفك الارتباط عن الشمال سيواجه بمقاومة مسلحة عنيفة كون معظم هذه المحافظات سارعت إلى اتخاذ تدابير لمواجهة التدخل المحتمل لبعض وحدات الجيش من خلال إغلاق المنافذ الحدودية مع الشمال والتأهب لصد أية محاولات لاقتحام هذه المنافذ والدخول القسري إلى المحافظات الجنوبية، كما أن العديد من المحافظات الشمالية والتي بادر بعضها إلى إعلان الانضمام لإقليمي عدن وحضرموت بعد استقالة الرئيس هادي، لن تتردد في خوض مواجهات مسلحة سواء مع الحوثيين أو قوات الجيش ما سيفرز في نهاية المطاف مشهداً مشتعلاً بجبهات الصراع المسلح وبداية حرب أهلية ستتسع وقد تأخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً وفئوياً. من جهته أكد الخبير المتخصص في مكافحة الإرهاب العميد علي عبدالرحمن الزيلعي أن انقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية ودخول البلاد في حالة فراغ دستوري وحكومي عقب استقالة الرئيس والحكومة وفر بيئة مواتية لتنظيم القاعدة لاستعادة حضوره والمناطق التي تمكن الجيش من تطهيرها في بعض المحافظات الجنوبية مثل أبين، شبوة ولحج. وحذر الزيلعي من أن تنظيم القاعدة سيسعى إلى استغلال الأوضاع المضطربة في البلاد وهيمنة الحوثيين على السلطة في البلاد بعد استقالة الرئيس هادي والحكومة لفرض سيطرته على مناطق جديدة وتكريس أجواء الغضب والسخط الشعبي حيال انقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية وسعيهم إلى الاستحواذ المنفرد على السلطة في تصعيد خيار المقاومة المسلحة لجماعة الحوثي باعتبارهم أقلية تنفذ مخططاً للاستيلاء على الحكم، ما سيضفي المزيد من التعقيد على المشهد اليمني كونه سيدفع بالبلاد للانزلاق في منحدر صراع طائفي كبير.