بعد الجولة ال26 من عمر الدوري الايطالي وجد عشاق الروسونيري أنفسهم في موقف محزن للغاية .. فريقهم الذي اعتادوا علىمشاهدته يتألق على ملاعب أوروبا يحتل المركز العاشر وبات كابوس الغياب عن المشاركات الأوروبية للموسم الثاني على التوالي هو الأقرب إلى الواقع من حلم العودة الجميل . المدير الفني الايطالي الشاب بيبو إنزاغي وجد نفسه هو الآخر في موقف لا يحسد عليه، وأصبح تاريخه الكبير مع النادي في مهب الريح وتحول عشق الجماهير له إلى هجوم حاد بسبب تراجع أداء الفريق تحت قيادته وفشله في التعامل مع الموقف حتى الآن .قد يلتمس البعض الأعذار للمدرب الشاب الذي يخوض أولى خطواته التدريبية في فئة الكبار بسبب قيادته لحفنة من أشباه اللاعبين الذين قادتهم الصدفة إلى ارتداء قميص الروسونيري في غفلة من الزمن، ولكن يعيبه ضعف شخصيته وغياب الحسم عن قراراته واهتزازه الخططي وهي تقريباً الشروط الواجب توافرها في المدير الفني لميلان تحت إدارة سيلفيو بيرلسكوني .في الموسم الماضي تخبط ميلان تحت قيادة اليغري في نصف الموسم الأول واتبعه سيدورف في النصف الثاني، وفشل هذا الثنائي في ايجاد التركيبة المثالية للفريق وهو ما ترتب عليه الغياب عن المشاركة الأوروبية وهو من الأمور نادرة الحدوث التي لم يعتاد عليها جمهور سان سيرو، فما كان من إدارة ميلان "الحكيمة" إلا الاعتماد على إنزاغي ليتولى مقاليد الامور الفنية في فترة يحتاج فيها الفريق إلى صوت الخبرة والحكمة لإنقاذ المسيرة، ولم يكن المدرب الشاب هو خطأ الإدارة الوحيد .. بل كان الإبقاء على بعض اللاعبين في صفوف الفريق جريمة كبرى يعاقب عليها القانون، لاعبون لن يذكرهم التاريخ إلا قائلاً بأنهم أسوأ من ارتدى قميص الروسونيري . الحفاظ على آمال الفريق في اللحاق بقطار المشاركة الأوروبية صعب للغاية في ظل حالته الفنية المتردية إضافة إلى تألق جميع المنافسين تقريباً؛ فنجد يوفينتوس قد حسم اللقب "اكلينيكياً" تاركاً المركز الثاني ليتصارع عليه روما ونابولي، بينما يقدم لاتسيو أفضل مواسمه منذ فترة ليست بالقصيرة، وتزيد صحوة فيورينتينا الأخيرة من صعوبة موقف الروسونيري خاصة إذا نجح فريق مونتيلا في تحقيق الفوز في مباراة اليوم التي يستضيف فيها ميلان على ملعب ارتيميو فرانكي . هذا الخماسي هو الأوفر حظاً والأقرب إلى حجز بطاقات التأهل الأوروبية إضافة إلى مناوشات من جانب انتر الساعي إلى استعادة مكانته تحت قيادة مانشيني، كما يعتبر الثنائي اللدود سامبدوريا وجنوى من صناع المتعة هذا الموسم في الكالتشيو بمستوى أكثر من رائع يجعلهما من بين المرشحين أيضاً . انزاغي في موقف لا يحسد عليه بكل تأكيد ومهمته صعبة للغاية في إنقاذ الحلم الأوروبي للنادي العريق، ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية .. هل ظلم إنزاغي فريقه بفكره المحدود الذي لا يؤهله لمقارعة الكبار ؟ أم أنه ضحية جديدة وكبش فداء جنت عليه إدارة فاشلة وضعته أمام المدفع ليدفع ثمن الإخفاق في نهاية المطاف مثلما حدث مع سلفه سيدورف في الموسم الماضي