نصحت السلطات العمانية عبد الملك الحوثي بعدم خوض "مغامرة" في الجنوب، ودعوه إلى الرجوع عن قرار الحرب، في حين ذكر مصدر في الحراك عن وصول كبار الضباط الجنوبيين، ممن رحلوا قسرا عن بلادهم إلى الخارج عام 1994، أمس، إلى مطار عدن الدولي، متوقعا يتوقع انخراطهم في الوحدات العسكرية تحت تصرف وزير الدفاع". وذكر مصدر في المعارضة اليمنيةالجنوبية في الخارج في تصريح لصحيفة "الشرق الاوسط"، أن العمانيين قالوا له إن "الجنوبيين اليوم ليسوا مثل الجنوبيين عام 1994"، وأنه "يرتكب حماقة ستؤدي إلى فقدانه كل الانتصارات التي حققها في الشمال". وأضاف المصدر أن "العمانيين أوضحوا أنهم سيكونون مع القرار الخليجي إذا أقدم على هذه المغامرة"، حسب المصدر. وحسب مصادر سياسية يمنية، فإن الموقف العماني الجديد يأتي وسط اتهامات توجه لسلطنة عمان خلال الفترة الأخيرة، من أطراف سياسية يمنية وعدد من الدول الخليجية والعربية بدعم الموقف الحوثي في اليمن، على الرغم من أنّ أمنها القومي بات في خطر مع توسعات الحوثيين التي تزيد من احتمالية انفجار الأوضاع على شكل حرب أهلية شاملة، ولا سيما أن عمان لديها حدود مع اليمن. وارتفعت وتيرة الانتقادات لموقف سلطنة عمان حيال التطورات في اليمن، إذ إنها الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تتخذ موقفاً يدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إذ لم تنقل بعثتها الدبلوماسية إلى عدن، ولم تشارك مع الوفود الخليجية التي زارت هادي بعد خروجه من صنعاء. بل إن مصادر دبلوماسية عربية كانت قد كشفت في تصريحات سابقة أن عمان رفضت دعم شرعية هادي، على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها وفضلت التزام الصمت. وباتت اجتماعات مجلس التعاون الخليجي بخصوص اليمن تعقد في غياب عمان، على غرار الاجتماع الذي عقد في السعودية يوم السبت الماضي، في خطوة بدت وكأنها استبعاد لها بسبب موقفها في اليمن وعلاقتها مع إيران. وكانت سُرِّبَت أنباء في الأشهر الماضية عن نية السلطنة القيام بوساطة بين الفرقاء اليمنيين وطرح مبادرة خليجية ثانية. كما أدت السلطنة دوراً في الإفراج عن رئيس جهاز الأمن الداخلي في جهاز الأمن السياسي، اللواء يحيى المراني بعد أسابيع من اختطافه، بحسب ما أكدت أسرة المراني في حينه. وتحظى سلطنة عمان بعلاقات جيدة مع عدد من الشخصيات في جنوباليمن، ولا سيما أنها استضافت نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض على أراضيها لسنوات. من جهته، قال أمين سر المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي فؤاد راشد، إن عددا من "كبار الضباط الجنوبيين وصلوا، أمس، إلى مطار عدن الدولي، وهم ممن رحلوا قسرا عن بلادهم إلى الخارج عام 1994، عقب الحرب، إذ يتوقع انخراطهم في الوحدات العسكرية تحت تصرف وزير الدفاع". وأضاف راشد أن "هذه الدفعة الأولى من المقيمين في الخارج وستتوالى خلال الأيام القادمة دفع أخرى إلى جانب التحاق العسكريين بالداخل بالوحدات العسكرية واللجان الشعبية ودخولها عمليا في الخدمة العسكرية". وأكد القيادي الجنوبي أن "هذه الدفعة تضم طيارين حربيين بمستويات عالية وقادة ألوية لبوا نداء الوطن دفاعا عن الأرض".