تقود إيران جهودا دبلوماسية حثيثة على أعلى المستويات بهدف إنهاء عملية تحالف "عاصفة الحزم" العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن. ويأتي ذلك في خضم تصاعد عمليات القصف التي تشنها مقاتلات "عاصفة الحزم" ضد اهداف مدنية وعسكرية في اليمن، تقول قيادة تحالف "عاصفة الحزم" أنها تعود لمسلحين حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفي هذا الصدد عقد الرئیسان الایراني حسن روحاني والتركي رجب طیب اردوغان الیوم الثلاثاء محادثات ثنائیة فی مجموعة سعد اباد الثقافیة والتاریخیة. ووصل الرئیس التركي رجب طیب اردوغان الی العاصمة الایرانیة طهران، الیوم الثلاثاء، في زیارة رسمیة بدعوة من طهران، لبحث العلاقات الثنائیة والقضایا الاقلیمیة ذات الاهتمام المشترك من بینها الاوضاع فی الیمن. وتعتبر زيارة اردوغان الأولى من نوعها منذ أربعة أعوام، وتأتي في خضم توتر بين البلدين على خلفية الأزمة اليمنية، كما تأتي بعد يوم واحد من زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن نايف المفاجئة إلى أنقرة حيث بحث مع أردوغان الملفين اليمني والسوري وغيرهما من المسائل. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) أن الرئیسان تبادلا وجهات النظر حول اهم القضایا ذات الاهتمام المشترك بین البلدین سیما المواضیع الاقلیمیة والدولیة، لافتة إلى أن محادثات الرئیسان تركزت حول المزید من تعزیز العلاقات الثنائیة واهم القضایا الاقلیمیة والدولیة . وسيشارك اردوغان خلال الزيارة في الدورة الثانية لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وأنه من المقرر أن يلتقي كذلك المرشد الأعلى علي خامنئي. وستشهد الزيارة توقيع بعض الاتفاقيات بين البلدين، كما سيبحث مسؤولو البلدين جملة من القضايا التي تهم الشرق الأوسط، لا سيما التطورات في سوريا والعراق واليمن إلى جانب العلاقات الثنائية. واتهم أردوغان في تصريحات سابقة، "إيران ببذل جهودا للهيمنة على المنطقة، وتحركاتها تتجاوز حدود الصبر"، مطالبا "طهران والجماعات الإرهابية بالانسحاب من اليمن"، وهو ما استدعى ردا من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتهم فيه أنقرة بإثارة القلاقل في المنطقة، كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال التركي في طهران وأبلغته باحتجاج وأسف إيران إزاء تصريحات أردوغان “غير المألوفة وغير الملائمة”، وبمطالبة أنقرة برد واضح ومقنع بهذا الشأن. في غضون ذلك، جددت روسياوإيران التأكيد علی موقفهما الداعي إلی تسویة سیاسیة عاجلة للأزمة اليمنية من خلال حوار وطني شامل بمشاركة كافة الأطراف السیاسیة والإثنیة في هذین البلدین. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين نائب وزیر الخارجیة الروسي ومبعوث الرئیس إلی الشرق الأوسط وإفریقیا میخائیل بوغدانوف، مع مساعد وزیر الخارجیة الإیراني حسین أمیر عبد اللهیان، وفق ما أوردته قناة روسيا اليوم. وقالت وزارة الخارجية الروسیة إن المكالمة أتت بمبادرة من الجانب الإیراني و"جری خلالها تبادل وجهات النظر حیال تطورات الأوضاع فی الیمن". وأعلنت منظمة الصحة العالمية، مقتل 540 شخصا على الاقل واصيب 1700 بجروح في اليمن منذ 19 مارس وحتى 6 ابريل 2015. إلى ذلك، أكد النائب الأول لوزیر الخارجیة الإیراني ومبعوث الرئیس حسن روحانی إلی الجزائر مرتضی سرمدی، الیوم الثلاثاء، أن إیران تعمل علی تجنید كل الدول الصدیقة والمحبة للسلام من أجل وقف الاعتداءات العسكریة علی الیمن وإجلاس الفرقاء الیمنیین إلی طاولة الحوار السیاسی. وأوضح مرتضی سرمدی، فی مؤتمر صحفی بمقر سفارة إیران بالجزائر، أن زیارته إلی الجزائر تأتي في "سیاق هذه الجهود لأجل بعث الحوار بین الیمنیین". ونفی مرتضی سرمدي أن یكون الأمر متعلق بالبحث عن وساطة لتقریب وجهات النظر بین إیران والسعودیة، مؤكدا أن "طهران أكدت مرار استعدادها لدعم هذا الحوار بین الیمنیین، ولكن حتی یكلل هذا الحوار یجب وقف الحملات العسكریة علی الیمن والیمنیین"، مؤكدا أنه "لا یمكن أن یكون هناك حوار تحت القصف". في هذا السیاق قال مرتضی سرمدي إنه علی هذا الأساس "ترحب إیران بكل الجهود والمبادرات لوقف الاعتداءات العسكریة علی الیمن وإحقاق هذا الحوار بین الفرقاء الیمنیین". وردا عن الادعاءات المغرضة بشأن تدخل إیران فی بعض دول المنطقة الیمن والعراق وسوریا، قال مرتضی سرمدی "إن بعض الدول تأثرت بالتخویفات التی یطلقها الكیان الصهیونی. كما أن هناك دولا ترید أن تبرر إخفاقاتها السیاسیة بمبرر التوسع الشیعي". وأكد مرتضی سرمدي أن إیران "دعمت محاربة الجماعات الإرهابیة التكفیریة في سوریا والعراق"، في وقت كانت هناك دول، دون وعي بالخطر، "تقدم الدعم اللوجیستیكی لهذه المجموعات الإرهابیة"، مضیفا أن هذه الدول "علمت الآن أنها شیطانا أصبح یهدد أمن المنطقة والدول المحیطة بسوریا". في السیاق نفسه، أكد أن معارضة إیران للاعتداء العسكری علی الیمن ینبع من "الخوف من أن تتقوی شوكة الجماعات الإرهابیة التكفیریة"، موضحا أن "جماعة أنصار الله فی الیمن كانت الوحیدة التی تحارب تنظیم القاعدة هناك، وكان بإمكان ذلك أن یوفر الأمن لدول الجوار". كما أشار مرتضی سرمدي إلی أن "عملیة قصف البنی التحتیة للیمن وقتل الأبریاء الیمنیین، لا یؤدی إلا إلی مزید من التطرف وانعدام الأمن"، مستطردا أنه "علی هذا الأساس تؤكد إیران مبدأ أن تساعد كل الدول علی إقامة حوار بین الیمنیین فی دولة محایدة بمشاركة كل التیارات السیاسیة فی الیمن، باستثناء التیارات الإرهابیة". وبحسب مرتضی سرمدی، فإن "هناك إمكانیة أن تؤثر كل الدول التی اتخذت مواقف مناسبة بالنسبة إلی الیمن فی إحقاق حوار بین الیمنییین"، مؤكدا مرة أخری أنه "لا یمكن أن یكون إعادة رئیس مبررا لضرب بلد". وخلص نائب وزیر الخارجیة مرتضی سرمدي إلی أن "هناك خطأ استراتیجی اتكبته السعودیة وحلفاؤها بقرار شن اعتداء عسكری، ویجب وقف هذا الاعتداء". وكان مساعد وزیر الخارجیة الايراني حسین عبداللهیان نقل، السبت الماضي، الیوم في مسقط لوزير الشؤون الخارجیة العماني یوسف بن علوی رسالة من الرئيس حسن روحاني لسلطان عمان قابوس بن سعيد، بشأن ضرورة المساعدة علی وقف هجمات تحالف "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية علی الیمن. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا" أن رسالة روحاني للسلطان قابوس، تضمنت التأكيد على ضرورة تقدیم المساعدة لوقف الحملات علی الیمن فورا والحیلولة دون توسیع رقعة الحرب فی المنطقة والترکیز علی الالیة السیاسیة. وأوضحت "ارنا" أن الطرفين شددا خلال هذا اللقاء علی ضرورة اتخاذ آلیات سیاسیة وتجنب الحرب ورکزا علی اهمیه دور اللجنة الدولیة للصلیب الاحمر وسائر المنظمات الدولیة لتقدیم المساعدات الطبیة والادویة والخدمات الانسانیة العاجلة الی الشعب الیمني.