فيما أكدت الخارجية الإيرانية في بيان أنها حثت العراق على بذل جهوده لوقف «عاصفة الحزم« في اليمن، تجاهل المسؤولون العراقيون الإشارة إلى هذا الأمر، واكتفوا بدعوة جميع الأطراف في اليمن إلى الحوار وتحكيم لغة العقل. فيما يواصل نائب وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي مباحثات في بغداد حول الأوضاع في اليمن حاملا رسالة وساطة من الرئيس حسن روحاني، تجنب المسؤولون العراقيون خلال اجتماعاتهم معه الإشارة الى مهمته هذه وموقفهم منها فيما تجنب العبادي الاشارة الى استقباله وتسلم رسالة الوساطة. وأشارت مصادر عراقية تحدثت ل«إيلاف« إلى ان الرئيس الايراني حسن روحاني قد بعث بنائب وزير الخارجية مرتضى سرمدي الى مسقطوالعراق لدفعهما إلى القيام بوساطة لوقف عملية «عاصفة الحزم« العسكرية العربية ضد ميليشيات الحوثيين في اليمن ودعما لشرعية الرئيس منصور هادي. وخلال مباحثات أجراها في بغداد المبعوث الايراني مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري جرت مناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة وسبل تحقيق الاستقرار فيها وأن تكون كل البلاد بعيدة عن التدخلات الخارجية. وأكد الجبوري أن العراق والعراقيين والقوى السياسية فيه حريصون على عدم التدخل في الصراعات الإقليمية موضحا أن العراق جزء من الجامعة العربية وهو ملتزم بما تجمع عليه من مقررات، وفق بيان صادر عن مكتبه تسلمته «إيلاف« من دون أن يشير الى قضية اليمن. وفي السياق ذاته، بحث وزير الخارجيّة إبراهيم الجعفريّ اليوم الخميس ايضا مع سرمدي العلاقات الثنائيّة بين البلدين وسُبُل تعزيزها. كما استعرض الجانبان «مُجمَل الأوضاع في عُمُوم المنطقة وآخر مُستجدّات الحوارات الجارية بين الدول دائمة العضويّة وبين إيران بشأن الملفِّ النوويّ«. وأشاد الجعفريّ «بالدعم الذي تُقدِّمه طهران إلى العراق في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة«، «مؤكداً أن «العراق يُثمِّن كلَّ الجُهُود التي تُبذل من قِبَل الدول الصديقة في هذا الظرف الاستثنائيّ« كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تسلمته «إيلاف«. من جانبه، أكد نائب وزير الخارجيّة الإيرانيّ «استمرار دعم ومساندة بلاده للعراق إلى حين القضاء على داعش، وتحقيق الأمن والاستقرار في عُمُوم البلاد« كما أشار البيان متجاهلا الإشارة الى قضية اليمن ايضا. ووصل المبعوث الخاص للرئيس الايراني الى بغداد أمس الأربعاء، وسلم العبادي الليلة الماضية رسالة من روحاني دعا فيها العراق الى بذل مساعيه لايقاف الهجوم والتدخل العسكري على اليمن، على حد قول وزارة الخارجية الايرانية في وقت تجاهل مكتب العبادي الاشارة حتى عصر اليوم الى هذا الاجتماع. الخارجية الإيرانية تؤكد لكن وزارة الخارجية الايرانية قالت بشكل منفرد «ان سرمدي سلم العبادي امس رسالة من الرئيس روحاني «بشأن الأحداث والاوضاع في اليمن«. وقالت الدائرة العامة للدبلوماسية في الخارجية الايرانية ان سرمدي «التقي في بغداد مساء الاربعاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونقل اليه رسالة الرئيس حسن روحاني حول تطورات الاوضاع في اليمن«. وأضافت ان «الرئيس روحاني اکد في رسالته للعبادي ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد اليمن واستئناف الحوار السياسي بين مكوناته السياسية، داعيا العراق والمنظمات الدولية لبذل مساعيها لإنهاء هذا الهجوم وارسال مساعدات انسانية عاجلة الي اليمن«. وأشارت الى ان «المبعوث الرئاسي هنأ حكومة وشعب العراق للانتصارات الاخيرة في مواجهة الارهابيين والجماعات التكفيرية معتبرا هذه الانتصارات بانها توفر الارضية لتحرير کامل التراب العراقي من وجود الارهابيين«. من جانبه، أکد العبادي في اللقاء بحسب الخارجية الايرانية « الموقف الرسمي للعراق المعارض لأي هجوم أجنبي علي اليمن معتبرا هذا الاجراء بانه يزيد الاوضاع تعقيدا ويؤدي الي تصاعد حدة التهديدات الاقليمية والدولية خاصة نمو التطور وانتشار الارهاب«. واكد العبادي « ضرورة بذل الجهود لوقف الهجمات العسكرية علي اليمن«، مشددا علي ضرورة حل وتسوية الازمة الداخلية فيه عبر الحوار بين جميع الاطراف اليمنية«. الحوار وتحكيم العقل وكان العبادي قال في تصريح مقتضب في 27 من الشهر الماضي «ندعو جميع الفرقاء في اليمن العزيز الى الحوار الجاد لإنقاذ البلاد من التدخلات الاجنبية التي لا تزيد الاوضاع الا سوءا وتعقيدا.. وندعو الدول الاقليمية والمجتمع الدولي الى مساعدة الشعب اليمني في تجاوز محنته واحترام سيادته ووحدة اراضيه«. وكانت وزارة الخارجية العراقية دعت في بيان الشهر الماضي « جميع الاطراف الى الحوار وتحكيم لغة العقل والمصلحة اليمنية للحفاظ على وحدة اليمن وسيادته«. واضافت الخارجية العراقية قائلة «إن موقفنا هو نبذ استخدام القوة ودعوة الاطراف اليمنية كافة الى تجاوز خلافاتهم من خلال اعتماد اسلوب الحوار الجاد والدعوة الى تحمل المسؤولية وإزالة مبررات الاحتقان السياسي«.